توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع (١) ركعتين ثم جلس (٢) غفر له ما تقدم من ذنبه».
قال الحافظ: ... قدمت شرحه في الطهارة وحاصله لا تحملوا الغفران على عمومه في جميع الذنوب فتسترسلوا في الذنوب اتكالًا على غفرانها بالصلاة، فإن الصلاة التي تكفر الذنوب هي المقبولة (٣).
[٩ - باب ذهاب الصالحين]
قال الحافظ ... قوله (ويقال الذهاب المطر) ثبت هذا في رواية السرخسي وحده ومراده أن لفظ الذهاب مشترك على المضي وعلى المطر (٤). وقال بعض أهل اللغة: الذهاب الأمطار اللينة.
(١) هذا نوع في المسجد، ونوع آخر مطلق في أي مكان وفي وقت النهي على الصحيح. (٢) يتعبد بذكر الله في المسجد. * وفي لفظ «ثم صلى ركعتين لا يحدث بهما نفسه» وفيه استحباب صلاة ركعتين بعد الوضوء وأنه مكفر للذنوب إذا اجتنبت الكبائر. * الإصرار على الكبائر يمنع تكفير الصغائر، قال الله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا ... } الآية، ويكون الوضوء والمكفرات الأخرى موقوفة لا تنفذ إلا باجتناب الكبائر على الصحيح. * الجمهور على تقييد الأحاديث المطلقة في التكفير باجتناب الكبائر. (٣) قال معناه شيخنا: وهو الذي رجحه شيخ الإسلام وبن القيم، بل لا يجوز غيره. (٤) وتعقبه العيني، قال شيخنا: هذه فائدة الذهبة، والذهاب المطر. * والمقصود من هذا الحذر من الشغل بالمال والفتنة به، وأن المؤمن ينبغي أن يكون همه في الآخرة.