قبلَ منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله فيه، فبذلك قال الله {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}[التوبة: ١١٨] وليس الذي ذكر الله مما خُلِّفنا عن الغزو، إنما هو تخليفهُ إيانا وارجاؤه أمرنا عمَّن حلف له واعتذر إليه، فقبِلَ منه» (١).
٨٠ - باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - الحِجْرَ
٤٤١٩ - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الحِجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين. ثم قنَّع (٢) رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي».
٤٤٢٠ - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الحِجر:«لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبين إلا أن تكونوا باكين أن يُصيبكم مثل ما أصابهم»(٣).
(١) هذه القصة فيها فوائد عظيمة: - فيها الحذر من التخلف عن الغزو إذا تعين. - جواز الهجر إذا دعت الحاجة. - وفيه فضل كعب وصاحبيه. - وفيه الحص على الصدق وأنه طريق النجاة. (٢) رفع راسه * اتخاذ هذه الأماكن للنزهة والفرجة لا يجوز، وقد كُتبَ للدولة وبُيِّن أن هذا لا يجوز. (٣) وهذا يدل على الحذر من مواقع العذاب، فالسنة الإسراع.