رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نُقاعة الحنّاء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين. قالت: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرها عن البئر. فقلت: يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال: أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرًا» (١). زاد عيسى (٢) بن يونس والليث بن سعد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: «سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - فدها ودعا (٣) ... ».
[٥٨ - باب الدعاء على المشركين]
وقال ابن مسعود قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف. وقال: اللهم عليك بأبي جهل. وقال ابن عمر: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة وقال: اللهم العن فلانًا، حتى أنزل - عز وجل - {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}[آل عمران: ١٢٨](٤).
(١) في رواية أنه أخرجه. (٢) جاء في رواية أخرى أنه أخرج وأتلف. (٣) الشاهد للترجمة. * السحر يقع له حقيقة {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} الآية. * طب: سحر ثم شفاه الله من ذلك. * هذا يدل على جواز لعن من آذى المسلمين، أما من لم يتعّد فلا، كما في دوس لما تأخر إسلامهم قال: «اللهم اهد دوسًا وائت بهم». (٤) يعني أن الأمر بيده إن شاء هداهم، وبيده الدعاء عليه الصلاة والسلام. * فيه شرعية الدعاء على المشركين إذا آذوهم، ويدل على الدعاء على المشركين مطلقًا، لأنهم يضرون المسلمين خصوصًا أهل الظلم منهم. * اللعن من المسلم والكافر إن آذى؟ نعم، المستبان ما قالا ... * إذا كان المقام مقام أمن من جانبهم فلا يسبون، كما لم يدع النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم أي اليهود، وكدوس «اللهم اهد دوسًا؟ .