قال الحافظ: ... «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال: هي كهيئة الدهر»(١).
٦١ - باب من زار قومًا فلم يُفطر عندهم (٢)
١٩٨٢ - عن أنس - رضي الله عنه - «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال: «أعدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم». ثم قام إلى ناحية من البيت فصلَّى غير المكتوبة، فدعا (٣) لأم سليم وأهل بيتها. فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خُويصة، قال:«ما هي؟ » قالت: خادمك أنس (٤).
فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به: اللهم
(١) قلت: صح عن عمر وابن مسعود صيام البيض. أنظر تهذيب الآثار للطبري (٢/ ٨٥٧) وأنظر ما صح من آثار الصحابة (٢/ ٦٧١). (٢) يشرع الدعاء للمزور. (٣) دعاء بعد الصلاة، وهذا ظاهر في الحديث، فهو أحرى للإجابة. (٤) فيه فوائد: - زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - لدار أنس. - استحباب زيارة العلماء والرؤساء لبعض الرعية للمصلحة .. وزار أم سليم، وزار أب طلحة، وزار عتبان بن مالك.
- الضيف إذا كان صائمًا فهو مخير إن شاء أفطر وإن شاء صام، وقد صام هنا - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان صائمًا فليصل وفي لفظ فليدعو، وإن كان نفلًا فالأفضل الأكل ليجبرهم بذلك. - فيه منقبة لأنس. - الصلاة عند المزورين، صلى عندهم صلاة الضحى. - وفيه طلب الدعاء من الصالحين لكن لا يكثر (بعد ما سُئل).