ويؤيد هذا لفظ:"كفانا" الواقع في الرواية الأخرى؛ لأن الضمير فيه يعود إلى الله تعالى بلا ريب؛ إذ هو تعالى هو الكافي لا المكفي، وكفانا: هو من الكفاية، وهو أعمُّ من الشبع، والريِّ، وغيرهما، فأروانا على هذا من الخاصّ بعد العامّ.
ووقع في رواية ابن السكن (١): "وآوانا" بالمدّ من الإِيواء.
قوله:(ولا مودع) بفتح الدال الثقيلة، أي: غير متروك. ويحتمل أنه حال من القائل، أي: غير تارك.
قوله:(ولا مستغنًى عنه) بفتح النون وبالتنوين.
قوله:(ربُّنا) بالرفع على أنه خبر مبتدأٍ محذوف: أي هو ربنا، أو على أنه مبتدأ وخبره متقدم عليه، ويجوز النصب على المدح أو الاختصاص أو إضمار أعني.
قال ابن التين (١): ويجوز الجرّ على أنه بدل من الضمير في "عنه"، وقال غيره: على البدل من الاسم في قوله: "الحمد لله"، وقال ابن الجوزي (٢): "ربنا" بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء.
قوله:(ولا مكفور) أي: مجحود فضله ونعمته، وهذا أيضًا مما يقوِّي أن الضمير لله تعالى.
قوله:(إذا أكل أو شرب) لفظ أبي داود (٣): "كان إذا فرغ من طعامه" والمذكور في الباب لفظ الترمذي (٤).
وفي حديث أبي هريرة عند النَّسَائِي (٥) والحاكم (٦) وقال: صحيح على شرط مسلم مرفوعًا: "الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من
(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٨١). (٢) في "كشف المشكل" (٤/ ١٤٧). (٣) في سننه رقم (٣٨٥٠) وقد تقدم. (٤) في سننه رقم (٣٤٥٧) وقد تقدم. (٥) في السنن الكبرى (١٠١٣٣ - العلمية). (٦) في المستدرك (١/ ٥٤٦) وصححه ووافقه الذهبي.