قال ابن بطال (٣): يحتمل أن يكون من كفأت الإِناء، فالمعنى: غير مردود عليه إنعامه، ويحتمل أن يكون من الكفاية؛ أي: أن الله غير مكفي رزق عباده لأنَّه لا يكفيهم أحدٌ غيره.
وقال ابن التين (٤): أي: غير محتاج إلى أحدٍ لكنه هو الذي يطعم عباده ويكفيهم، هذا قول الخطابي (٥).
وقال القزاز (٤): معناه: أنا غير مكتف بنفسي عن كفايته.
وقال الداودي: معناه: لم أكتف من فضل الله ونعمته. قال ابن التين: وقول الخطابي أولى؛ لأن مفعولًا بمعنى مفتعل فيه بعدٌ، وخروجٌ عن الظاهر.
قال في الفتح (٦): وهذا كله على أن الضمير لله، ويحتمل أن يكون الضمير للحمد.
وقال إبراهيم الحربي: الضمير للطعام، ومكفيّ: بمعنى مقلوب من الإِكفاء، وهو القلب.
وذكر ابن الجوزي (٧) عن أبي منصور الجواليقي: أن الصواب: غير مكافأ بالهمز: أي: إنَّ نعمة الله لا تكافأ. اهـ.
(١) أخرجه البخاري رقم (٥٣٨٦). (٢) (٩/ ٥٨٠). (٣) في شرحه لصحيح البخاري (٩/ ٥٠٦). (٤) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٨٠). (٥) في معالم السنن (٤/ ١٨٧). (٦) الفتح (٩/ ٥٨٠). (٧) في "كشف المشكل" (٤/ ١٤٧ - ١٤٨).