قال الخطابي (١): فيه دليل على أن أرض العنوة حكمها سائر الأموال التي تغنم وأن خمسها لأهل الخمس وأربعة أخماسها للغانمين.
قوله:(ببانًا) بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة [مشددة](٢) وبعد الألف نون كذا للأكثر، قال أبو عبيد (٣) بعد أن أخرجه عن ابن مهدي: قال ابن مهدي: يعني شيئًا واحدًا.
قال الخطابي (٤): ولا أحسب هذه اللفظة عربية، ولم أسمعها في غير هذا الحديث.
وقال [الأزهري (٥)] (٦): بل هي لغة صحيحة لكنها غير فاشية، هي لغة معدّ.
وقد صححها صاحب "العين"(٧) وقال: ضوعفت حروفه، يقال: هم على ببان واحد.
وقال الطبري (٨). الببان المعدم الذي لا شيء له، فالمعنى: لولا أني أتركهن فقراء معدمين لا شيء لهم، أي: متساوين في الفقر.
وقال أبو سعيد الضرير (٩) فيما تعقبه على أبي عبيد: صوابه بيانًا بالموحدة
(١) في "معالم السنن" (٣/ ٤١١ - مع السنن). (٢) ما بين الحاصرتين زيادة من المخطوط (ب). (٣) القاسم بن سلام الهروي في غريب الحديث (٣/ ٢٦٨). (٤) في أعلام الحديث (٣/ ١٧٤٥ - ١٧٤٦). (٥) في "تهذيب اللغة" (١٥/ ٢٩٥). (٦) في المخطوط (ب): (الزهري) وهو خطأ. (٧) خليل بن أحمد الفراهيدي (ص ٥٤). (٨) ذكره الحافظ في "الفتح" (٧/ ٤٩٠). (٩) قال أبو سعيد الضرير: ليس في كلام العرب بَيَّان، والصحيح عندنا: بيانًا واحدًا. والعرب إذا ذكرت من لا يُعرف، قالوا: هَيان بن بَيَّان. المعنى: لأسوِّيَنَّ بينهم في العطاء حتى يكونوا شيئًا واحدًا لا فَضْل لأحد على غيره. قال الأزهري: ليس كما ظَن، وهذا حديث مشهور رواه أهل الإتقان، وكأنها لغة يمانيَّة، ولم تفشُ في كلام مَعَد، وهو والبأج بمعنى واحد". اهـ. النهاية في غريب الحديث (١/ ٩٨ - ٩٩).