قال: وقال الشَّريف بن البَيَّاضي: [من الكامل]
ليس الشَّريف من الشِّرافُ جُدُودُه … مَنْ نَفْسُهُ شَرُفَتْ فذاكَ شريفُ
وقال [آخر] (١): [من البسيط]
قالوا حَبِيبُك مِمْراضٌ فقلتُ لهم … نفسي الفداءُ له مِنْ كلِّ محذورِ
يا ليتَ عِلَّتَه بي غَيرَ أَنَّ له … أجرَ المريضِ وأني غيرُ مأجورِ
وقال جَحْظة: [من الكامل]
يا مَنْ بَعُدتُ عن الكرى لِبعادِهِ … والصبرُ مُذْ غُيِّبْتَ عنيَ غائبُ
أصبحتُ أجْحَدُ أنَّني لكَ عاشِقٌ … والعَينُ مُخْبِرَةٌ بأنِّيَ كاذِبُ
وقال: حَجَّ الكافي أبو الفَضْل زيدُ بنُ الحسين، فلما عاد، قال: [من الكامل]
يا رَبِّ أيُّ فضيلة في مكَّةٍ … حتى فَرَضتَ على عبادِك بِرها
ألِخصبها أحَببْتَها ألِطيبها … اخْتَرْتَها أَمْ ليسَ تَعْرِفُ حَرَّها (٢)
قال: وقال الرشيد لجعفر: اعزلْ أخاكَ الفَضْل عن الخاتم عَزلًا لطيفًا.
فكتب إلى الفَضْل: إنَّ أَمير المؤمنين قد رأى أن ينقلَ خاتمَ الخلافة من يمينك إلى يسارك. فكتبَ إليه الفَضْلُ: ما انتقلت عني نعمة صارتْ إليك.
قال: وقال أبو العلاء المَعَرِّي: [من الوافر]
أرى جِيلَ التَّصوفِ شَرَّ جِيلٍ … لقد جِئْتُمْ بشيءٍ مُسْتحيلِ
أقال اللهُ حينَ عَشِقْتُموه … كُلُوا أَكْلَ البهائمِ وارْقُصوا لي!
قال: وقال المُبَرِّد: حاجِبُ المَلكِ نِصفُه، وكاتِبُه كله.
قال: وقال عليٌّ ﵇ لبعض الحَرورِيَّة: نومٌ على يقين خيرٌ من صلاةٍ على شَك.
قال: وكان المنصور يتعرف أخبار العُمَّال وظُلمهم من السَّواد، فيسأل عن البيض والدجاج، ويستدل بكثرته على العدل، وبقِلَّته على الظُّلْم.
(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) أعجب حقًّا لسبط ابن الجوزي كيف اختار هذين البيتين، وفيهما من سوء الأدب ما لا يليق بمسلم أن يتلفظ بهما.