خلفَكَ الآلاءُ مُذْ غِبْتَ عنَّا … فتساوَيتَ مشهدًا ومَغيبا
كالغَمامِ الرُّكامِ يمضي ويُبقي … موردًا فائضًا ومرعًى خَصيبا (١)
وله أشعار كثيرة.
وقال: [من الطويل]
سأشكرُ ما دامَ الكلامُ يُطيعني … صُنوفًا أتَتْ من جودِكَ المتتابعِ
توالتْ على من لا يُدِلُّ بخدمةٍ … عليك ولا يُدلي إليكَ بشافعِ
مَنَحْتُكَ من محضِ القريضِ وحُسْنِهِ … بضائعَ ليسَ العُرْفُ فيها بِضائعِ
وقال: [من الطويل]
ولمَّا وقفنا والرسائلُ بينَنا … دموعٌ نهاها الوجدُ أن تتوقَّفا
ذَكَرْنا الليالي بالعقيقِ وظِلَّها الْـ … أنيقَ فقطَّعْنا القلوبَ تأسُّفا
كتمتُ الهوى جَهدي وبالصبر مُسْكَةٌ … وبرَّح ما ألقى فقد برح الخفا
ولي سنةٌ لم أدرِ ما سِنَةُ الكرى … لِهَمٍّ أتى ضيفًا فألفى مُضيِّفا
وقال: [من الكامل]
هَلْ غيرُ ظِلِّكَ للعُفاةِ مَقيلُ … أم غيرُ عفوكَ للجُناةِ مُقيلُ
نكَّلتَ بالأَحداث لمَّا أن عَدَتْ … فلِصِرْفها عمَّا حميتَ نكولُ
يا من قواضبُهُ تُشايعُ عزمَهُ … ولأجلِ ذاكَ تَصِل حين يصولُ
حرمٌ لإكرامِ الوفودِ مُؤهَّلٌ … ففناؤه أبدًا بهم مأهولُ
ويروقُه الأسَلُ المُحطَّمُ في العِدى … يومَ الوغى لا الخدُّ وهو أسيلُ
إنِّي برغم عدايَ ممنوعُ الحِمى … ما هزَّ هذَا القَيلَ هذا القيلُ
ذلَّلْتَ لي صعبَ القوافي منعِمًا … فالقولُ جزلٌ والعطاءُ جزيلُ
(١) جاء إلى جانبه على هامش (ب):
ومن جيد شعر ابن حيُّوس قوله: [من المتقارب]
ولمَّا وقفنا لتوديعهم … بكوا لُؤلُؤًا وبكينا عقيقا
ساروا فأودعتهم أدمُعي … فصاحوا الغريق وصِحْتُ الحريقا
وقد انتحل بعض المتأخرين هذين البيتين لنفسه وهما لابن حيُّوس.
قلت: ولم أقف على من نسبهما إليه.