البيت المُقْفَل فبيعوه، فقال لها الزوج: لمَ فعلتِ هذا؟ فقالت: اسكت، مثلُ الشيخ يُباسطنا ويَحكم علينا ونَدَّخِر عنه شيئًا.
[ذكر نبذة من كلامه:
حكى عنه في "المناقب" أنَّه] سئل عن القَبْض والبسط فقال: القَبضُ أوّلُ أسباب الفناء، والبسط أول أسباب البقاء.
وقال: الذَّوقُ أولُ المواجِد، فأهلُ الغَيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا.
وقال: أقبحُ من كلِّ قَبيح صوفيٌّ شَحيح.
وقال: من قَلَّت آفاتُه اتَّصلَت بالحقّ أوقاتُه.
وقال: مُجالسةُ الأضداد ذَوَبان الرُّوح، ومجالسة الأشكال تَلقيحُ العقول.
وأنشد له في "المناقب": [من الطَّويل]
فما مَلَّ ساقِيها وما مَلَّ شارِبٌ … عُقارَ لِحاظٍ كأسُها يُسْكِرُ الُّلبَّا
يَدوُر بها طَرْفٌ من السِّحْرِ فاترٌ … على شَكْلِ (١) نُورٍ ضَوؤه يَخطِفُ القَلْبا
تُشيرُ بلَحْظٍ يَحجِبُ الخال حُسْنُه (٢) … تجاوزْتَ يَا مَشغوفُ في حالِكَ الحُبَّا
فسُكْرُكَ من لَحْظي هو الوَجْدُ كلُّه … وصَحْوُكَ من لَفْظي يُبيحُ لك الشُّرْبا
[وحكى الخَطيب عنه أنَّه] قال: مَن خرج يريد العلم لم ينفعه العلم، ومَن خرج إلى العلم يُريد العملَ بالعلم نفعه قليل العلم.
وأنشد له الخَطيب: [من الطَّويل]
إذا أنتَ صاحَبْتَ الرِّجال فكن فتًى … كأنَّكَ مَملوكٌ لكلّ صَديقِ
وكنْ مثلَ طَعْمِ الماءِ عَذْبًا وبارِدًا … على الكَبِدِ الحَرَّى لكلّ رَفيقِ
ذكر وفاته:
[حكى الخَطيب عن أبي عبد الله الصُّوري قال: تُوفِّي أَحْمد الرُّوذَباري] بقرية بين عكا وصور يُقال لها: مَنْوات في ذي الحجة من هذه السنة، فحُمل إلى صور فدفن بها.
(١) في مناقب الأبرار ٢/ ٢١١، وطبقات الصوفية ٥٠٠: على جسم.
(٢) في طبقات الصوفية: يقول بلفظ يخجل الصب حسنه، وفي مناقب الأبرار: يقول بلحظ يخجل الحب حسنه.