وحكى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسين بن سَمْعون قال:] اعتلَّ الشبلي (١)، فبعث إليه المقتدر أو علي بن عيسى الوزير طبيبًا نصرانيًّا، فتردَّد إليه أيامًا، فقال له الطبيب: والله لو علمتُ أنَّ شفاءك في قَرْض لحمي لقرضتُه، فقال: شفائي في قَطْع زُنَّارك، فقطع زنَّاره وأسلم، [فبرئ الشبلي] وقام يمشي، فبلغ المقتدر فقال: أَنفَذْنا طبيبًا إلى مريضٍ، وما علمنا أنَّنا أنفذنا مريضًا إلى طبيب.
نبذة من كلامه (٢):
[قال الخطيب: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، حدثنا الحسين بن أحمد الصفَّار قال:] سئل الشبلي [وأنا حاضر] أيُّ شيءٍ أعجبُ؟ فقال: قلبٌ عرف ربَّه ثم عصا (٣).
[وحكى أبو نعيم عن الشبلي أنه] قال: ليس للأعمى من الجوهر إلا مسُّه، وليس للجاهل من الله إلا ذكرُه باللسان.
[وحكى عنه ابن باكويه أنه] قال (٤): يا مَن باع كلَّ شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكلِّ شيء.
وقال: ليس مَن استأنس بالذِّكر كمَن استأنس بالمذكور.
وقال: أفلا سَخاءٌ بحنين، أفلا رنَّةٌ بأنين من قلب حَزين، أفلا شاربٌ بكأس العارفين، أفلا مُستيقظٌ من سِنة الغافلين، يا مسكين ستَقدَمُ فتعلم، وينكشف الغطاء فتندم.
وقال: أمهلك فتناسَيت، وأسقطك من عينه فما باليت، وللحقوق ما أدَّيت، وكم أراك عبرةً وتعامَيت.
وكان يقول: ليتَ شعري ما اسمي عندك يا علَّامَ الغيوب؟ وما أنت صانعٌ في ذنوبي يا غفار الذنوب؟ وبم تَختِمُ عملي يا مقلِّبَ القلوب.
(١) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، وبدله في (خ): وقال أبو الحسين بن سمعون، والخبر مختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ١٧٥ - ١٧٦. (٢) في (م ف م ١): ذكر المختار من كلامه. (٣) تاريخ بغداد ١٦/ ٥٦٥. (٤) ما بين معكوفات من (ف م م ١).