وكان بين المبرد وثعلب مفارقة، فقال حين مات المبرد: [من الكامل]
مات المبرد وانقضت أيَّامُه … وليذهَبنَّ مع المبرّد ثعلبُ
بيت من الآداب أصبح نِصفُه … خَرِبًا وباقي نصفِه فسيخربُ
فابكوا لما سَلَب الزَّمان ووطِّنوا … للدَّهر أنفُسكم على ما يسلبُ
غاب المبرّد حيث لا تَرجونه … أبدًا ومَن يرجونه سيُغَيَّبُ
شملتْكمُ أيدي الردى بمصيبةٍ … وتوعَّدت بمصيبة تترقَّبُ
فتزوَّدوا من ثَعلبٍ فبكأس ما … شَرِب المبرّدُ عن قليل يَشربُ
وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظَه … إن كانت الألفاظُ ممَّا يُكتَبُ
فلْيَلْحَقنَّ بما مضى مُستخلفٌ … من بعده وليذهبنَّ ونَذهبُ (١)
وقيل: إنَّ الشِّعر للحسن بن علي المعروف بابن العلَّاف، قلت: وهو الظَّاهر (٢).
* * *
(١) تاريخ بغداد ٤/ ٦١١، وتاريخ دمشق ٦٥/ ٢٨٣، والمنتظم ١٢/ ٣٩٠.(٢) وكذا أوردها ياقوت الحموي في معجم الأدباء ١٩/ ١٢٠، وابن خلِّكان في وفيات الأعيان ٤/ ٣١٩، ونسباها لابن العلاف، قالها في رثاء المبرد وثعلب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute