ولا كلُّ من قادَ الجيادَ يسوسُها … ولا كلُّ من أجرى يقالُ له مُجرِي
ولكنَّ إحسانَ الخليفةِ جعفر … دعاني إلى ما قلتُ فيه من الشعرِ
وفرَّق شملَ المال جودُ يمينه … على أنَّه أبقَى له أحسنَ الذكْرِ
إذا ما أجال الرأيَ أدركَ فكرُه … غرائبَ لم تخطر ببالٍ ولا فكرِ
ولا يجمعُ الأموال إلَّا لبذلِها … كما لا تساقُ الهديُ إلَّا إلى النحرِ
ومن قال إنَّ القطر والبحر أشبَها … نداهُ فقد أثنىَ على البحرِ والقَطْرِ
أغيرَ كتابِ الله تبغونَ شاهدًا … لكم يا بني العبَّاسِ بالمجدِ والفخرِ
كفاكُم بأنَّ الله فوَّضَ أمرَه … إليكم (١) وأوحى أن أطيعُوا أولي الأمرِ
ولن يُقْبَلَ الإيمانُ إلا بحبِّكُم … وهل يقبلُ اللهُ الصلاةَ بلا طُهْرِ
ومن كان مجهولَ المكانِ فإنَّما … منازلكُم بين الحَجُون إلى الحِجْرِ (٢)
قال المصنف رحمه الله تعالى: ولقوله: عيونُ المها بين الرصافة والجسرِ حكايةٌ، خرج رجلٌ من أهل بغداد فلقيَ امرأةً حسناء، فقال: يرحمُ الله عليَّ بن الجهم، فقالت المرأة يرحم اللهُ أبا نواس (٣)، وأراد الرجل قول ابن الجهم: عيونُ المها، وأرادت قول أبي نواس: [من الطويل]
فيا دارها بالخيف إنَّ مزارها … قريبٌ ولكن دونَ ذلك أهوالُ (٤)
[وقال الخطيب: ومن شعره:] (٥) [من الكامل]
نُوَبُ الزمانِ كثيرةٌ وأشدُّها … شملٌ تحكَّم فيه يومُ فراقِ
يا قلبُ لِمْ عرَّضتَ نفسَك للهوى … أومَا رأيتَ مَصَارعَ العُشَّاقِ (٦)
(١) في (خ) و (ف): إليه. والمثبت من الديوان.
(٢) انظر القصيدة في ديوان علي بن الجهم ص ١٤١ (التكملة)، وص ٢٢٠، وص ٢٥٢ (صلة التكملة).
والقصيدة بطولها ليست في (ب).
(٣) في كتاب الأذكياء لابن الجوزي ص ٢٦٠ - والخبر فيه-: يرحم الله أبا العلاء.
(٤) الخبر ليس في (ب).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): ولابن الجهم ﵀.
(٦) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٩١، وديوان علي بن الجهم ص ١٥٦ (تكملة).