ولستُ أبالي فائتًا بعد فائتٍ … إذا كنتَ في الدارين يا واحدًا جاري (٢)
[ذكر وفاته:
واختلفوا في وفاته، فقال الخطيب: عن حيَّان بن أحمد السهمي قال:] (٣) ماتَ ذو النون بالجيزة، وحُمِل في مركبٍ حتى عدي به إلى الفُسطاط خوفًا عليه من زحمة الناس على الجسر، ودُفن في مقابر أهل المَعافر، وذلك [في] يوم الإثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة [من سنة ستٍّ وأربعين ومئتين](٤).
[وحكى عنه محمد بن زبَّان الحضرمي قال:](٥) كنتُ واقفًا على كوم بالمعافر يوم مات [ذو النون]، فلمَّا أخرج [من القارب]، وحُمِلَ على أعناق الرجال، جاءت طيورٌ خضرٌ فاكتنفت الجنازةَ تُرفرفُ عليها، فلمَّا دُفن غابت في الأرض، فقال الحسن بن يحيى بن هلال:
ورأيتُ أعجبَ ما رأيتُ ولم أكن … من قبل ذاك رأيتُه لمُشَيَّعِ
طيرٌ تُرَفْرِفُ فوقَه وتَحُفُّه … حتى توارَى في حجابِ المضجعِ
(١) كذا في (خ) و (ف) وفي المصادر: أسراري. (٢) تاريخ دمشق ٦/ ١٧٠ (مخطوط)، وصفة الصفوة ٤/ ٣٢٠ - ٣٢١. ومن قوله: قال الفتح بن شخرف إلى هنا ليس في (ب). (٣) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال حسان بن أحمد الريمي. (٤) تاريخ بغداد ٩/ ٣٧٨ وما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): هذه السنة. (٥) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال محمد بن زبان الحضرمي. (٦) من قوله: فقال الحسن … إلى آخر الأبيات. ليس في (ب)، وما سلف بين حاصرتين منها. والشرجع: الجنازة. القاموس (شرجع).