كان عالمًا بالعربية والشِّعر وأيامِ الناس [وذكره الخطيب (١) فقال:] وُلد سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئة [وقدم بغدادَ وحدَّث بها.
قال (٢):] ورآه رجلٌ يحمل بطنَ شاةٍ [بيده] فقال: أنا أحمله عنك، فقال:[من الرجز]
لا ينقص الكامل من كمالهِ … ما جرَّ من نفعٍ إلى عيالهِ
[روى الخطيبُ (٣) بإسناده إلى] إسحاقَ بن إبراهيمَ قال (٤): أتيتُ محمدَ بن كُناسةَ لأكتبَ عنه، فكثر عليه أصحابُ الحديث، فتضجَّر منهم وتجهَّمهم، فلمَّا انصرفوا عنه دنوتُ منه، فهشَّ إليَّ واستبشر [بي] وبسط وجهَه، فقلت له: لقد تعجَّبت من تفاوت حالتَيك، فقال: أَضجرني هؤلاء بسوء أدبهم، فلمَّا جئتَني انبسطتُ إليك، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان، وهما:[من المنسرح]
فيَّ انقباضٌ وحِشمةٌ فإذا … صادفتُ أهلَ الوفاءِ والكرمِ
أرسلتُ نفسي على سجيَّتها … وقلتُ ما قلتُ غيرَ مُحْتَشِم
فقلت: وددتُ أنَّ هذين البيتَين لي بنصف ما أَملك، فقال: قد وفَّر الله عليك مالك، ما سمعهما أحدٌ ولا قلتُهما إلَّا الساعة، فقلت له: فكيف لي بعلم نفسي أنَّهما ليسا لي!
[قال الخطيب:](٥) ومن شِعره [أيضًا:][من الطويل]
ضعفتُ عن الإِخوان حتَّى جفوتُهمْ … على غير زهدٍ في الإخاءِ وفي الوُدِّ
ولكنَّ أيامي تخرَّمنَ قوَّتي … فما أبلغُ الحاجاتِ إلَّا على جهد
[واختلفوا في وفاته، فقال الخطيب (٦): في سنة سبعٍ ومئتين هذه السَّنة] وكانت وفاتُه بالكوفة لثلاثِ ليالٍ خلونَ من شوَّال [قال: وقال ابنُ قانع: في سنة تسعٍ ومئتين].
(١) في تاريخه ٣/ ٣٩٩، ٤٠٤. وما بين حاصرتين من (ب). (٢) ٣/ ٤٠٢. (٣) في تاريخه ٣/ ٤٠٢. (٤) (خ): وقال إسحاق بن إبراهيم. (٥) في تاريخه ٣/ ٤٠٣. وما بين حاصرتين من (ب). (٦) في تاريخه ٣/ ٤٠٤ - ٤٠٥. وما بين حاصرتين من (ب).