إليه، وجئت إلى منزلي والبابُ مفتوح، وزوجتي قد كادت تتلف من الضَّعف، فقلت: هذا عسلٌ وما تحتاجين إليه، ولم أُعلمها بالدنانير، واشترينا بها عقارًا، فنحن نستغلُّه إلى اليوم، ونعيش فيه ببركة معروف [وفي رواية: فبكت المرأةُ وقالت: اللهمَّ لا تنس لمعروفٍ هذا.
وفي رواية الخطيبِ أيضًا] (١) جاء رجلٌ إلى معروفٍ فقال له: وُلد لي البارحةَ مولود، وليس عندي شيء، فقال: اقعدْ وقلْ مئةَ مرة: ما شاء اللهُ كان، فقالها الرجل، فقال له: قل مرةً أخرى، فقالها، ففعل ذلك خمسَ مرات، فلمَّا استوفاها، إذا بخادم زبيدةَ أمِّ جعفرٍ قد دخل ومعه صُرَّة، فقال: ستُّنا تسلِّم عليك وتقول: ادفع هذه الصُّرَّةَ إلى قومٍ مساكين، فقال: ادفعها إلى ذاك الرجل، فقال يا أبا محفوظ، إنَّها خمسُ مئة دينار! فقال: قد قال خمسَ مئة مرة: ما شاء اللهُ كان، ثم قال للرجل: لو زدتنا لزدناك.
[وروى الخطيب (٢) عن] خليلٍ الصياد قال (٣): غاب ابني إلى الأنبار، فوَجَدَتْ أمُّه وَجْدًا شديدًا، فأتيتُ معروفًا فأخبرته، فقال: فما تريد؟ فقلت؟ ادعُ اللهَ أن يردَّه عليها، فقال: اللهم إنَّ السماءَ سماؤك، وإنَّ الأرضَ أرضك، وما بينهما لك، فأتِ به. قال خليل: فأتيت بابَ الشام، وإذا بابني قائمٌ مُنْبَهِر، فقلت: محمد! قال: نعم، قلت: ما لك؟! قال: الساعةَ كنت بالأنبار.
[وروى أبو نُعيم (٤) عن] يعقوبَ بنِ أخي معروف قال (٥): قال لي عمِّي معروف: إذا كانت لك إلى الله حاجةٌ فأَقسِم عليه بي. [وكذا روى سَرِيٌّ السَّقَطي عنه (٦).
وروى ابن ناصرٍ بإسناده إلى] رَوح المُقرئ قال (٧): نزل معروفٌ الماءَ ليتوضأ، ووضع ثوبَه ومصحفه، فجاءت امرأةٌ فأخذتهما، فتبعها يقول: يا أختي، تُحسنين
(١) في (خ): وقال الخطيب. (٢) في تاريخه ١٥/ ٢٧٣. (٣) في (خ): وقال خليل الصياد. (٤) في الحلية ٨/ ٣٦٤. (٥) في (خ): وقال يعقوب بن أخي معروف. (٦) ما بين حاصرتين من (ب). (٧) في (خ): وقال روح المقرئ.