قال: وقال محمد بن عبيد الطنافسي: كُنْتُ جالسًا عند سفيان الثوريّ، فجاءَه رجلٌ فقال: رأيتُ في المنام كأنَّ ريحانةً من المغرب قلعت، فقال: إن صدقَتْ رؤياك فقد مات الأوزاعي، فجاء الخبر بعد أيَّامٍ أنَّه ماتَ في تلك الليلة (٢).
وروى ابنُ أبي الدنيا عن يزيد بن مذعور (٣) قال: رأيتُ الأوزاعيَّ في المنام، فقلت: دلَّني على عملٍ أتقرَّب به إلى الله تعالى، فقال: ما رأيتُ هناك درجةً أرفعَ من [درجةِ العلماء، ومن بعدها](٤) درجة المحزونين.
أسند الأوزاعيُّ عن خلقٍ كثير.
وذكر الحافظ ابن عساكر عن أبي عثمان الحرَّاني قال: قدمتُ على الأوزاعيّ ببيروت لأسمع عليه، فقال: من أين جئت؟ قلت: من حَرَّان، قال: كم لك عنها؟ قلت: ثمانية أيام، قال: فمِنْ دمشق إليها عشرة أيام، فكيفَ إلى هاهنا في ثمانية أيام؟ قلت: على دواب البريد، فقال: والله لا حدَّثتُك حتَّى تعود إلى حرَّان وتأتي على راحلتك، قال: فرجعتُ إلى حرَّان واكتريتُ دابَّةً، وجئت إلى بيروت ومعي المكاري وآخر يشهدُ لي بذلك، فحدَّثني (٥).
وروى الخطيب عن الأوزاعيِّ حكايةً عجيبةً قال: حدثنا أبو الحسن بن الحسن بن محمد بن جُمَيع الغساني بصيدا بإسناده عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيِّ قال: خرجتُ أريد بيت المقدس، فرافقني يهوديّ، فلما صرنا إلى طبرية نزلَ فاستخرجَ ضفدعًا، فشدَّ في عنقه خيطًا، فصار خنزيرًا، فقال: اصبر حتَّى أذهبَ فأبيعَه من هؤلاء النصارى، فذهب فباعَه وجاء بطعام، ثمَّ ركبنا، فما سرنا غير بعيد، وإذا القومُ في
(١) تاريخ دمشق ٤١/ ٢١٤. (٢) تاريخ دمشق ٤١/ ٢١٣. (٣) في (ج): مذكور. والمثبت من تاريخ دمشق. (٤) ما بين حاصرتين من تاريخ دمشق ٤١/ ٢٢٠. (٥) الخبر في تاريخ دمشق ٣/ ٢٧١ (مخطوط) (ترجمة أيوب بن خالد أبو عثمان الحراني)، وفيه بعض اختلاف فينظر.