قتيبة [بن مسلم]: انظروا إلى (١) محمد بن واسع. فنظروا؛ وإذا به في طرف الميمنة رافعًا أصبُعَهُ إلى السماء، فأخبروا قُتيبة، فقال: تلك الأصبع الفاردة (٢) أحبُّ إليَّ من مئة ألف سيف شهير، وسِنانٍ طَرِير (٣). ثم قال: لا يُخذل جيشٌ فيه محمد بن واسع، احملُوا على بركة الله. فحملُوا، فانهزمت التُّرك.
وروى ابنُ أبي الدنيا عن عِلْجَةٍ كانت في دار محمد بن واسع أنها كانت تقول كلماتٍ بالأعجمية؛ معناها: هذا رجلٌ إذا جاء الليل؛ لو كان قتل أهل الدُّنيا ما زاد (٤).
وروى ابنُ أبي الدُّنيا] عن مطر الوَّراق قال: ما اشتهيتُ (٥) أن أبكيَ قَطُّ إلا نظرتُ إلى وجه محمد بن واسع، فأبكي حتى أشتفيَ، كأنه ثَكِلَ عشرةً من الحُزْن.
وروى أبو نُعيم عنه أنه كان يقول: لو كان (٦) للذنوب رائحة ما قدرتُم أن تدنُوا منّي من نَتَن ريحي.
وروى أيضًا عن عبد العزيز بن أبي روَّاد قال: رأيتُ في يد محمد (٧) بن واسع قَرْحة، فاغتممتُ، فقال: أتدري ما للهِ عليَّ في هذه القَرْحةِ من نعمةٍ حيثُ لم يجعلها على طرف ذكري، أو لساني، أو على حدقتي.
(١) لفظة "إلى" ليست في (ص). (٢) في (ص): الفارعة. (٣) كذا في النسخ الخطية وأصول "تاريخ دمشق" ٦٥/ ١٧٥، والخبر فيه بنحوه عن الأصمعي. وفي "سير أعلام النبلاء" ٦/ ١٢١: وشاب طرير. وهو الأشبه. (٤) صفة الصفوة ٣/ ٢٦٧، والمنتظم ٧/ ٢٠٤. (٥) في (ب) و (خ) و (د): وقال مطر الورَّاق: ما اشتهيتُ … إلخ. والمثبت من (ص)، والكلام الواقع بين حاصرتين منها. والخبر في "تاريخ دمش" ٦٥/ ١٥٦، و"صفة الصفوة" ٣/ ٢٦٨، و"المنتظم" ٧/ ٢٠٤. (٦) في (ب) و (خ) و (د): وكان محمد يقول: لو كان … والمثبت من (ص) والخبر في "حلية الأولياء" ٢/ ٣٤٩، و"تاريخ دمشق" ٦٥/ ١٦٤ - ١٦٥، و"صفة الصفوة" ٣/ ٢٦٨. (٧) في النسخ المذكورة: وقال عبد العزيز بن روّاد: رأيتُ في يد محمد … إلخ، والمثبت من (ص)، والخبر في "حلية الأولياء" ٢/ ٣٥٢، و"تاريخ دمشق" ٦٥/ ١٧١، و"صفة الصفوة" ٣/ ٢٦٨.