امرأتُه طالق، وكل مملوك له حرّ إن أفطر الليلة إلا على هذين البيتين. وهما من أبيات، منها -وهو أوَّلُها-:
ما للمنازل لا تُجيب حَزِينا … أصَممْنَ أم قَدُمَ المَدَى (١) فَبَلِينا
ولقد تكنَّفني (٢) الوُشاةُ فصادفوا … حِصنًا بسرِّكِ يا أُميمُ حَصِينا (٣)
قد هاج ذِكْرُكِ والصبابةُ والهوى … داءً تمكَّنَ في الفؤاد مكينا (٤)
وقال الأصمعي: أحسنُ ما قيل في ملاطفة الإخوان:
إلى الله أشكو أنَّ بالغَوْر حاجةً … وأُخرى إذا أبصرتُ نجدًا بدا ليا
فقولا لواديها الذي نزلَتْ به … أَوَاديَ ذي القَيصُوم أمرعتَ واديا (٥)
وإني لأستحيي أخي أن أرى له … عليَّ من الفضل الذي لا أرى ليا (٦)
وقال جرير:
يا أختَ ناجية السلامُ عليكمُ … قبل الرَّحيلِ (٧) وقبل لَوْمِ العُذَّلِ
لو كنتُ أعلمُ أنَّ آخِرَ عهدِكُم … يومَ الرَّحيلِ فعلتُ ما لم أفعلِ
وقال:
يا أمَّ عمرٍو جزاكِ الله صالحةً (٨) … رُدِّي عليَّ فؤادي كالذي كانا
قد خُنْتِ مَنْ لم يكن يخشى خِيانَتَكُم … ما كنتِ أوَّلَ موثوقٍ بمن (٩) خانا
= ١١/ ٢١٤، وأورده أيضًا ابن الجوزي في "المنتظم" ٧/ ٣٢٩ في وفيات سنة (١٣٥). وأبو السائب هذا من ولد عبد الله بن السائب أبي السائب المخزومي المكّي الصحابي. ينظر "جمهرة أنساب العرب" ص ١٤٣. (١) في (ب) و (خ) (والكلام منهما): الهوى، والمثبت من "الديوان" ١/ ٣٨٦، و"المنتظم" ٧/ ١٤٧. (٢) في "الديوان" ١/ ٣٨٧، و"المنتظم": تَسَقَّطني. (٣) في المصدرين السابقين: حَصِرًا بسرِّك يا أُميم ضنينا. (٤) هذا البيت في "المنتظم" ٧/ ١٤٧، وليس في "الديوان". (٥) القيصوم: نوع من النبات قريب من نوع الشِّيح، ويكثر في البادية. وأفرَعَ المكانُ: أخصبَ بكثرة الكلأ. (٦) الأبيات في "المنتظم" ٧/ ١٤٦ مع ثلاثة أخرى، وفيه: الذي لا يرى ليا. والبيتان الأوَّلان ضمن قصيدة في "ديوان" جرير ص ٤٩٨ - ٤٩٩ (طبعة دار صادر) والأول منها فيه ١/ ٧٥ (بشرح ابن حبيب). (٧) في طبعتي الديوان: ص ٣٥٧ و ٢/ ٩٣٩. يا أمَّ ناجيةَ … قبل الرَّواح … (٨) في "الديوان" بطبعتيه المذكورتين ص ٤٩١ و ١/ ١٦١، و"المنتظم" ٧/ ١٤٦: مغفرة. (٩) في المصادر السابقة: به.