النَّبْلَ وَيرِيشُها. قالوا: ثلاث مئة دينار. قال: إنه يرمي فيُصيب. قالوا: أربع مئة دينار.
قال: إنه راوية للأشعار. قالوا: ستّ مئة دينار. قال: فإنه شاعر. قالوا: ألف دينار.
فاشتراه بألف دينار. فقال: أصلح الله الأمير، فأين جائزتي؟ فأعطاه ألف دينار، فاشترى أمَّه وأهلَه وأعتقَهم (١).
وذكره محمد بن سلّام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام (٢). قال (٣): وكان حسن الشِّعر، عفيف الفرج، سخيًّا، يفضُل على الناس بماله وطعامه [وكان أهل البادية يسمُّونه (النُّصيب) بالألف واللام لما يرون من جُوده وسخائه] (٤) ولم يَهْجُ أحدًا تديّنًا.
[وقال: وكان عبدًا لبني كعب راعيًا لهم، فباعوه من قلاص بن محرز الكناني، فكان يرعى إبلَه](٥).
ومدح عبد العزيز بن مروان وعبد الملك وأولادهما، وحصلَ له منهم الأموال [الكثيرة].
ومدح يومًا هشام بن عبد الملك، فقال له: سلني. فقال: يدُك بالعطيَّة أبسطُ من لساني بالمدح. فقال: هذا واللهِ أحسنُ من مدحك بالشعر. وأجزلَ جائزته (٦).
[وكان يخلو بهشام، فينشده مراثي بني أمية (٧)، فيبكي هشام ويبكي معه نُصيب، ونُصيب هو الَّذي ذكرناه في ذكر ترجمة عمر بن عبد العزيز].
(١) الأغاني ١/ ٣٣٣ - ٣٣٤، والمنتظم ٧/ ١٢٥. (٢) طبقات فحول الشعراء ٢/ ٦٧٥. (٣) سياق الكلام يظهر أن القائل هو ابنُ سلَّام. ولم أقف عليه من كلامه، وهو في "المنتظم" ٧/ ١٢٥، وبنحوه لمحمد بن كُناسة في "الأغاني" ١/ ٣٢٥. (٤) ما بين حاصرتين (ص)، وزدْتُ كلمة: النُّصيب، بين قوسين من عندي للإيضاح. وعبارة الأغاني: وكان أهل البادية يدعونه النُّصيب، تفخيمًا له. وبنحوها عبارة "المتنظم". (٥) كذا في "المنتظم" ٧/ ١٢٥ ونقلَه عنه السِّبط هنا. وقد وهم ابن الجوزيّ - والله أعلم - في قراءة خبر خروج نُصيب إلى عبد العزيز بن مروان؛ قال نُصيب: إني لأخشى من قِلاصٍ ابن مُحْرِزٍ … إذا وَخَدَتْ … فجعلَ قِلاصَ بنَ مُحرز شخصًا. ينظر "الأغاني" ١/ ٣٣٢ وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص). (٦) الأغاني ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩، والمنتظم ٧/ ١٢٦. (٧) في (ص) (والكلام منها وهو ما بين حاصرتين): مراثي في أم هشام! والمثبت من "الأغاني" ١/ ٣٣٨.