فغُشيَ عليه، ثم حُمل إلى قبرها، فأقام ثلاثًا لا يأكل ولا يشرب، فلما كان في اليوم الرابع وجدوه ساجدًا عندها ميِّتًا (١).
ومات في شعبان (٢)[يوم الجمعة] لخمس بقين منه (٣)[وهذا قول الواقدي وأبي معشر وغيرهما](٤). وقيل: يوم الخميس (٥). ومات بالبلقاء بإرْبِد، وقيل: بالجَوْلان، فحُمل على أعناق الرجال إلى دمشق، فدُفن بالباب الصغير.
[قال أبو القاسم ابن عساكر:] قيل: إن حَبَابة ماتت ببيت رأس من الأردنّ، ودُفنت هناك، وأقام يزيد بعدها أيامًا، ثم مات، فدُفن إلى جانبها (٦).
وبيان سنُّه ثمانيًا وثلاثين سنة، وقيل: أربعين سنة، وقيل: ستًّا وثلاثين سنة، وقيل: خمسًا وعشرين، وقيل: سبعًا وعشرين سنة، وقيل: ثلاثًا وثلاثين سنة (٧).
ومدَّةُ خلافته أربعُ سنين وشهرًا، وقيل: وستة أشهر، وقيل: أربع سنين إلا ثلاثة أشهر (٨).
ورُويَ أنَّ بعضَ اليهود قال له: إنك تملكُ أربعين سنة، فقال آخر منهم: كذبَ لعنه الله، إنما رأى أنَّه يملكُ أربعين قَصَبة، والقَصَبةُ شهر، فجعلها سنةً (٩).
وقيل: إنه مات بعلَّة السُّلّ.
(١) ينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٠٤ - ٢٠٥، و"مختصر تاريخ دمشق" ٧/ ٣٠٢. (٢) في (ص): واتفقوا على أنَّه مات في شعبان … (٣) تاريخ الطبري ٧/ ٢٢، وتاريخ دمشق ١٨/ ٣٤٥ و ٣٤٦ (مصورة دار البشير - ترجمة يزيد بن عبد الملك). وقوله: يوم الجمعة (بين حاصرتين) استدركتُه منهما لقوله بعده: وقيل: يوم الخميس. (٤) ما بين حاصرتين من (ص)، وكلام الواقدي وأبي معشر في المصدرين السابقين. (٥) ثقات ابن حبان ٢/ ٣١٩. (٦) ينظر "مختصر تاريخ دمشق" ٧/ ٣٠٢. ومن هذا الموضع وحتى أول سنة (١٠٦) ليس في (ص). (٧) ينظر "تاريخ دمشق" ١٨/ ٣٤٢ - ٣٤٣ (مصورة دار البشير- ترجمة يزيد) ولم أقف على من قال: إنَّ سنَّهُ خمس -أو سبع- وعشرون، وجاء في "المعارف" ص ٣٦٤: أنَّه بلغ من السنّ تسعًا وعشرين. (٨) تاريخ دمشق (النسخة المذكورة في التعليق السابق). (٩) تاريخ الطبري ٧/ ٢٢.