واستخلف على واسط ابنَه معاويةَ بنَ يزيد وعنده الأموال وعديُّ وأصحابُه.
ثم خطب يزيد الناس وقال: إنه قد بلغَني وصولُ هذه الجرادة الصفراء -يعني مسلمة- وعاقرِ ناقة ثمود -يعني العباس بن الوليد، وكان العباس أحمرَ، وكانت أمُّه روميَّة- واللهِ لقد كان سليمان عزمَ على أن ينفيَه غير مرة، فكلَّمتُه فيه، فأقرَّه على نَسَبِه، وقد بلغني أنَّه ليس همُّهما إلَّا الْتِماسي (٥) في الأرض، والله لو جاؤوا بأهل الأرض جميعًا وأنا وَحْدي ما بَرِحتُ العَرْصَةَ حتَّى تكون لي أوْ لهم. واللهِ إنَّ [هؤلاء القومَ لن يردَّهم عن غَيِّهم] إلَّا الطعنُ في صدورهم، وضربُ المَشْرَفِيَّةِ على هامهم (٦). فقال له بعض
(١) أنساب الأشراف ٧/ ٢٦١ - ٢٦٢. والبيت الأول والثالث بنحوهما في "ديوان" الفرزدق ١/ ١١٢. (٢) ينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٦٣. (٣) في "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٦٤: فلا تُقم. وفي "الأغاني" ١٢/ ٢٩٠: حربًا مريرة. وأبو خالد: كنية يزيد بن المهلَّب. (٤) أنساب الأشراف ٧/ ٢٦٤. (٥) في (خ) (والكلام منها): التماشي. والمثبت من "تاريخ" الطبري ٦/ ٥٩٢، وفي "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٧٢: تشريدي. (٦) تاريخ الطبري ٦/ ٥٩٢ بنحوه (وما سلف بين حاصرتين منه)، وأنساب الأشراف ٧/ ٢٧٢. والمَشْرَفيَّة: سيوف منسوبة إلى المَشَارف؛ قُرًى من أرض اليمن، وقيل: من أرض العرب. ينظر "اللسان" (شرف).