واحملوه على جَملٍ إلى دَهْلَك، فألبسوه الجُبَّة، وحملوه على الجمل، فلما خرجوا به ومرُّوا على النَّاس أخذ يقول: أمالي عشيرة، أمالي قوم، أيُذْهَب بي إلى دَهْلَك؛ وإنَّما يُذهَب إليها بالفُسَّاق والمحاربين وأهل الريب؟!
فدخل سلامة بن نُعَيم الخَولانيّ على عمر وقال: يا أمير المؤمنين، ارْدُدْ يزيد إلى محبسه، فإني أخاف إن ذُهب به أن ينتزعه قومه، فإني رأيتُهم قد غضبوا، فردَّه إلى الحبس.
وقَدِمت هند بنت المهلَّب على عمر ﵁ وهو بخُنَاصِرة فقالت: يا أمير المؤمنين، علام حبستَ أخي؟ قال: خفتُ أن يشقَّ عصا المسلمين، قالت: فالعقوبة إنَّما تكون بعد الذَّنب لا قبلَه (١).
وهذه هند ذكرها ابن أبي الدُّنيا في كتاب "الفوائد" قال: ذكرت امرأة عند هند بنت المهلب بجَمَال، فقالت هند: ما تحلَّينَ بحِليةٍ -يعني النساء- أحسن عليهن [من] لُبِّ طاهر تحته أدبٌ كامل.
وقالت: إذا رأيتم النِّعَم مُسْتَدرَّة فبادروها بالشُّكر قبل حلول الزَّوال.
وقالت أم أيوب بن صالح: كُنَّا إذا دخلنا على هند وهي تسبّح باللؤلؤ، فإذا فرغت من التَّسبيح ألقَتْه إلينا وقالت. اقتسمنَه بينكن.