[وحكى ابنُ سعد عن الرُّكَين بن الربيع قال: دخلتُ على أسماء وهي عجوز كبيرة عمياء، فوجدتُها تصلّي، وعندها إنسان يلقِّنُها: قومي، اقعدي، افعلي.
وقال ابن سعد: سئلتَ أسماء: هل كان أحدٌ من السلف يُغشى عليه من الخوف؟ قالت: لا، ولكنهم كانوا يبكون] (١).
ولما فرض عمر ﵁ الأَعْطِية؛ فرض لأسماء ألف درهم (٢).
ذكر وفاتها:
ماتت بعد قتل ابنِها عبدِ الله بليال، وبيانت تقول: اللَّهمَّ لا تُمِتْني حتَّى تَقَرَّ عيني بجثَّةِ عبدِ الله. فلما أنزل من خشبته غسَّلَتْه وكفنَتْه، وماتت بعده بأيَّام يسيرة (٣).
وكان لها من الولد: عبدُ الله، والمنذرُ، وعُروة، وعاصم، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأمُّ حسن، وعائشة بنو الزُّبير بن العوَّام ﵁(٤).
أسندت أسماء عن رسول الله ﷺ أحاديث؛ أُخرج لها في "الصحيحين" اثنانِ وعشرون حديثًا (٥).
[منها: قال أحمد بإسناده عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: إن لي ابنةً عروسًا، وإنها أصابَتْها حَصْبةٌ،
(١) ما بين حاصرتين من (م): وهو في "طبقات ابن سعد" ١٠/ ٢٤٠ - ٢٤١. (٢) المصدر السابق. (٣) جاءت فقرة "ذكر وفاتها" في (م) بسياق آخر أطول منه، ولفظه: واختلفوا فيها؛ قال ابن سعد: ماتت أسماء بنت أبي بكر بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، وكان قتلُه يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وقيل: عاشت بعده شهورًا وماتت بالمدينة، وهو وهم. وقال ابن عساكر: أدركت أسماء ابنها عبد الله في أكفانه، فصلَّت عليه، في أتت عليها إلا جمعة حتى ماتت. وقال الموفق: كانت تقول اللهم لا تمتني حتى تقرَّ عيني بجثَّة عبد الله، فلما أنزل من خشبته غسَّلته وكفَّنته ودفَنتْه، وماتت بعد ذلك بأيام يسيرة اختلف في عددها. وينظر "تاريخ دمشق" ص ٣٠ (تراجم النساء- طبعة مجمع دمشق)، و"التبيين في أنساب القرشيين" ص ٣١٦. (٤) طبقات ابن سعد ١٠/ ٢٣٧. وهذه الفقرة ليست في (م). (٥) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٤٠٤، وفيه أيضًا: المتفق عليه منها ثلاثة عشر، وللبخاري خمسة، ولمسلم أربعة.