وأنتَ امْرُؤٌ بطحاءُ مكةَ لم يزل … بها منكمُ معطي الجزيلِ وفاعلُه
وقال البلاذُري: مات الحارث بمكَّة. ولم يذكر تاريخ وفاته أيضًا (٣).
والحارث هو الذي حدَّث عبدَ الملك بنَ مروان حديث عائشة في هدم البيت وإدخال الحِجْر فيه. وقد ذكرناه.
[وروى عن عائشة وأمّ سَلَمة، ولم نقف على تاريخ وفاته].
وروى عنه الزُّهري وغيره (٤).
وفيها بعد قتلِ المختار عزلَ ابنُ الزُّبير أخاه مصعبًا عن البصرة، واستعمل عليها ابنَه حمزة بنَ عبد الله.
واختلفوا في سبب عزل المصعب، فقال عُمر بن شَبَّة: لمَّا سار المصعب إلى قتال المختار؛ استخلف على البصرة عمر بن عُبيد الله بن معمر (٥)، فلمَّا قَتَلَ المختارَ؛ وفدَ على أخيه عبد الله بن الزُّبير، فحبسه عنده، وولَّى ابنَه حمزة، واعتذرَ إلى مصعب وقال: واللهِ إنِّي لأعلمُ أنَّك أكفى من حمزة، ولكنِّي رأيتُ فيه ما رأى عثمانُ حين عزلَ أبا موسى، وولَّى عبد الله بنَ عامر.
وكان حمزة بن عبد الله مُتلَوِّنًا؛ يجود حتى لا يُبقي شيئًا، ويبخل حتى لا يسمح بشيء، فظهَرتْ منه بالبصرة خِفَّةٌ وضعف؛ ركب يومًا إلى فيض البصرة فقال: إنْ رفقوا
(١) المصدر السابق ٤/ ١١٢. (٢) في (م) و"ديوان" الفرزدق ٢/ ١٧٢: لا تُخاف، والخبر في "تاريخ دمشق" ٤/ ١١١. (٣) أنساب الأشراف ٨/ ٢٩٧، وقد سلف أنَّ ابن سعد لم يذكر له تاريخ وفاة. (٤) تاريخ دمشق ٤/ ١٠٦ (مصورة دار البشير) وما سلف بين حاصرتين من (م). (٥) في "تاريخ الطبري" ٦/ ١١٧: عُبيد الله بن معمر، وينظر تفصيله في "أنساب الأشراف" ٦/ ٨٥.