وقال الحسن: واذلَّ أمةٍ قتل ابنُ دَعِيِّها ابنَ نبيِّها (١)، واللهِ لَيُردّنَّ رأسُ الحسين إلى جسده، ثم لينتقمنَّ له جدُّه وأبوه يومَ القيامة من ابنِ مرجانة.
وقال عمر بنُ عبد العزيز ﵁: لو كنتُ في قتلة الحسين ودُعيتُ إلى دخول الجنة؛ لما دخلتُ حياءً من رسول الله ﷺ أن تقعَ عيني في عينه (٢).
ولما بلغ قتلُ الحسين ﵁ الربيعَ بنَ خُثيم بكى (٣) وقال: لقد قتلوا صِبْيَةً لو رآهم رسول الله ﷺ لأحبَّهم ولأطعمهم بيده، وأجلسهم على فخذه، ووضع فمه على أفمامهم.
أرى الأيامَ تفعلُ كلَّ نكرٍ … فما أنا في العجائبِ مستزيدُ
أليس قُريشُكم قتلت حُسينًا … وكان على خلافتكم يزيدُ!
ذكر مراثيه:
تفقَّد عُبيد الله بنُ زياد بعد قتل الحسين ﵁ أشراف (٥) أهل الكوفة، فلم ير عُبيد الله بن الحرّ، ثم جاءه بعد أيَّام فقال: أين كنت؟ فقال: كنت مريضًا. قال: مريض القلب، أو الجسد؟ فقال: أمَّا قلبي فلم يمرض، وأمَّا بدني فقد مَنَّ اللهُ عليه بالعافية. فقال: كذبت، ولكنك كنتَ مع عدوِّنا. فقال: لو كنتُ مع عدوّك لرُئيَ مكاني، لأنَّ مثل مكاني لا يخفى.
(١) أنساب الأشراف ٢/ ٥١٩. (٢) وفيات الأعيان ٦/ ٣٥٣. (٣) في (م): وروى ابن سعد عن الربيع بن خثيم أنه لا بلغه قتل الحسين بكى … والخبر في "طبقات ابن سعد" ٦/ ٤٥٢. (٤) المصدر السابق ٨/ ٣١٠ (ترجمة الربيع). (٥) في (م): روى ابن سعد عن عبد الرحمن بن جندب الأزدي أن عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسين تفقد أشراف … ولم أقف على صدر هذا الخبر في "الطبقات" إنما جاء فيه ٦/ ٤٥٧ - ٤٥٨ ذكرُ ندم عُبيد الله بن الحرّ على تركه نصرة الحسين ﵁، وذكرُ مرثيته الآتية، والخبر بتمامه في "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٦٩ - ٤٧٠، وبنحوه في "تاريخ دمشق" ٤٤/ ١٩٥ (طبعة مجمع دمشق).