قلت: وذكر ابن سعد حُجْرًا في الطبقة الأولى من التابعين فيمن روى عن عليّ ﵇.
وقال في آخر ترجمته: وكان ثِقَةً ولم يَرو عن عليّ شيئًا. ثم روى ابن سعدٍ عنه أنه قال: سمعتُ عليًّا ﵇ يقول -أو يذكر- أن الطهورَ شَطْرُ الإيمان. وكل هذا مُتناقض (١).
وقال هشام: روى حُجْرٌ عن عليّ وغيرِه من الصحابة (٢). وكان عابدًا مجتهدًا كثير الصوم والصلاة والصدقة، بارا بوالديه.
قلت: وذكر ابن سعد بعد ترجمة حُجْر في الطبقة الرابعة من الصحابة، وقال (٣): حُجْرُ الشَّرِّ بن يزيد بن سلمة بن مُرَّة بن حُجر بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين.
كان شريفًا، وَفَدَ على النبيّ ﷺ وأَسلم.
قال: وإنّما سُمِّي حُجْرَ الشَّرّ لأن حُجْرَ بنَ الأَدْبَر -يعني الذي قتله معاوية- كان يُسَمَّى حُجْرَ الخير، فأرادوا أن يَفْصِلُوا بينهما، وكان أيضًا شِرّيرًا، وكان أحدَ الشُّهود يوم الحكَمَين بصِفّين. وولَّاه معاويةُ بعد ذلك أَرمينية.
وليس في الصحابة من اسمُه حُجْر بن عديّ -إن ثبتت له صحبة- غيرُه، فأما حُجْر غير ابن عديّ فأربعة:
حُجْرُ بن عَنْبَس -وقيل: ابن قيس (٤) - الكِنْديّ.
والثاني: حُجْر بن النُّعمان بن عَمرو.
والثالث: حُجْرُ بن يزيد بن معدي كَرِب.
(١) وهم المصنف (أو المختصر) في نقله من ابن سعد، ثم بنى عليه، فعبارة ابن سعد في "الطبقات" ٨/ ٣٤٠: لم يرو عن غير عليّ شيئًا. (٢) ينظر "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٦١. (٣) ٦/ ٢٣٩ (حُجر الخير، وهو حُجر بن عدي)، و ٦/ ٢٤٠ (حُجر الشرّ، وهو الآتي ذكره). (٤) في (خ): أبو قيس، وهو خطأ. وينظر "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ١٨٠.