[وحكى ابن إسحاق عن أبي معشر عن محمد] بن قيس: لما انهدم الحائط الذي على قبر رسول الله ﷺ[رأيت قبره] مرتفعًا من الأرض مقدمًا إلى القبلة، وقبر أبي بكر وراءه من قبل رأس رسول الله ﷺ، وقبر عمر وراء قبر رسول الله ﷺ من قبل رجليه بحذاء قبر أبي بكر، كان قبر رسول الله ﷺ أمام وهما خلفه.
وقال عامر بن سعد بن أبي وقاص: قال أبي: الحدوا لي لحدًا، وانصبوا عليَّ اللبن نصبًا كما صنع لرسول الله ﷺ(٢).
[قلت: وقد اختلفوا في صفة قبر رسول الله ﷺ وصاحبيه، وسنذكره في ترجمة عمر ابن الخطاب ﵁.]
واختلفوا في آخر الناس عهدًا برسول الله ﷺ:
[فحكى ابن سعد عن الواقدي] أن المغيرة بن شعبة كان يقول: أنا أحدثكم برسول الله ﷺ عهدًا، ألقيت خاتمي في قبره، وقلت: خاتمي خاتمي [وإنما فعلته] لأمس رسول الله ﷺ فأضع يدي على اللبن فأكون آخر الناس عهدًا به (٣).
قال الواقدي: فقالوا له: إنما ألقيت خاتمك لكي تنزل فيقال: نزل في قبر رسول الله ﷺ، فوالله لا تنزله أبدًا، فنزل بعضهم فأخرجه إليه (٤).
وروي: أن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه نزل فأعطاه إياه، أو أمر قثم بن العباس فأعطاه إياه.
قال: وروي أن المغيرة نزل فأخذه. [وروي عن ابن عباس قال وقيل له بأن المغيرة يزعم أنه أقرب الناس عهدًا برسول الله؟ فقال: كذب، آخر الناس عهدًا برسول الله قثم ابن العباس (٥).