وَغِرُ الصدر لا يَهمُّ بشيءٍ … غير سفكِ الدما وسبي النساءِ
وقيل: إن الشعر لضرار بن الخطاب الفهري.
وروى ابن إسحاق عن أم هانئ أنها جاءت إلى فاطمة فقالت: ألا تعذريني من زوجك، استجار بي رجلان من أحمائي من بني مخزوم فزعَمَ زوجُكِ أَنه يقتلُهما، فقالت فاطمة: ومالك والمشركين تجيريهم علينا، فوجَدَتْها أشدَّ من زوجها، فأتت رسول الله ﷺ فأجارهما (١).
وقال الواقدي: دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ يومَ الفتح فاستجارا بها، فدخل عليها أخوها علي ﵁ فلما رآهما شَهَرَ السَّيْفَ عليهِما، فقامت إليه أم هانئ فاعتَنَقَتْهُ وقالت: أتصنع بي هذا من بين سائر النَّاس لتبدأَنَّ بي قبلهما، فقال: أتجيرين المشركين؟! وخرج.
قالت: فأتيتُ رسولَ الله ﷺ فأخبرته فقال: "قد أَجَرنا مَنْ أَجَرْتِ وأمَّنَّا مَن أمَّنْتِ" فرجعت إليهما فأخبرتهما فرجعا إلى منازلهما، فقيل لرسول الله ﷺ: هما جالسان في ناديهما، فقال:"لا سَبيلَ عليهما قَد أمَّنَّاهُما"، ثم قال الحارث: فاستحييتُ من رسول الله ﷺ أن أراه وقد قاتلته في كل موطن، ثم أذكر بِرَّه وصِلَته فجئته مسلمًا فقال:"الحمدُ لله الذي هَداكَ للإسلَامِ"(٢).
وقال الواقدي: مرَّ رسول الله ﷺ يوم الفتح وهو على ناقته وعلى رأسه المِغْفَرُ وأبو بكر ﵁ إلى جانبه، فرأى بنات سعيد قد نشرن شُعورَهُنَّ وهُنَّ يَلْطمن وجوهَ الخيل بخُمُرِهِنَّ، فتبسم رسول الله ﷺ وقال لأبي بكر رضوان الله عليه: أنشدني قول حسان فأنشد (٣): [من الوافر]