تَوَلَّعي يا نسماتِ نَجْدِ … بالشِّيح في ذاك الحِمى والرَّنْدِ
لعلَّ رياكِ إذا ما نَفَحَتْ … يعودُ حَرُّ لَوْعتي ببَرْدِ
أصبو إلى ريح الصَّبا لو أنها … تُهدي حديث الحيِّ فيما تُهدي
اسأَلها هل صَافحتْ مواقفًا … أَوَدُّ لو صافَحْتُها بخدِّي
أَسْتودعُ اللهَ بها قَلْبي فقد … طال به بعد الفِراق عَهْدِي
كان معي قبل رحيلي عنهُمُ … ثُمَّ رَحَلْتُ وأقام بعدي
لهفي على زمانِ قُرْبٍ ما وفي … بما أُلاقي من زمانِ البُعْدِ
أبكي ويبكي رحمةً لي معشرٌ … ما عندهُمْ من الهوى ما عندي
تجمَّعوا فيك على الحُبِّ معي … لكنني كُنْتُ المُعَنَّى وَحْدي
ويلاه من شَوْقٍ تبيتُ نارُهُ … تشبُّ بين أَضْلُعي وجِلْدي
يا بَينُ أنجَزْتَ وعيدي فمتى … تُنْجِزُ أيامُ الفقاء وَعْدي (١)
وقال: [من المسرح]
موسى هواكم ثم بجانبِ الطُّورِ … يسعى بقلبٍ في الحبِّ مكسورِ
حيرانَ في ظُلْمة الرَّجاء فهل … نارُ انعطافٍ تُدْنيه من نورِ
نادُوه سِرًّا بكُنْهِ سِرِّهُمُ … لُطْفًا وناجوه بالمعاذيرِ (٢)
وقال: [من مجزوء المتقارب]
تكلَّمَ بالأَدْمُع … وقال فلم تسمعي
شكا بالبُكا لو رحمـ … ــــت شكوى فتى موجَعِ
وأشفَقَ يوم النَّوى … على سِرِّه المُوْع
ودلَّ بماء الجفون … على النَّار في الأَضْلُعِ (٣)
(١) القصيدة في "خريدة القصر": ٢/ ١٣٣ - ١٣٤.
(٢) الأبيات من قصيدة في "الخريدة" قسم شعراء الشام: ٢/ ١٤٧ - ١٤٩.
(٣) الأبيات في "الخريدة": ٢/ ١٤٥ - ١٤٦.