قوله:(ألا أخبركم بخير الشهداء) جمع شهيد، كظرفاء جمع ظريف، ويجمع أيضًا على شهود؛ والمراد بخير الشهداء: أكملهم في رتبة الشهادة وأكثرهم ثوابًا عند الله.
قوله:(قبل أن يسألها) في رواية: "قبل أن يستشهد".
وهذه هي شهادة الحسبة فشاهدها خير الشهداء، لأنه لو لم يظهرها لضاع حكم من أحكام الدين وقاعدة من قواعد الشرع.
وقيل: إنَّ ذلك في الأمانة والوديعة ليتيمٍ لا يعلم مكانها غيره، فيخبر بما يعلم من ذلك.
وقيل: هذا مثل في سرعة إجابة الشاهد إذا استشهد، فلا يمنعها ولا يؤخرها، كما يقال: الجواد يعطي قبل سؤاله، عبارة عن حسن عطائه وتعجيله.
قوله:(خير أمتي قرني) قال في القاموس (٣): القرن: يطلق من عشر إلى مائة وعشرين سنة، ورجح الإطلاق على المائة.
وقال صاحب "المطالع" (٤): القرن: أمة هلكت فلم يبق منهم أحد.
قال في النهاية (٥): القرن: أهل كل زمان، وهو مقدار المتوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران، فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم.
(١) في المسند (٢/ ٢٢٨، ٤١٠، ٤٧٩). (٢) في صحيحه رقم (٢١٣/ ٢٥٣٤). وهو حديث صحيح. (٣) القاموس المحيط ص ١٥٧٨. (٤) المطالع: ابن قرقول، (إبراهيم بن يوسف ت ٥٦٩ هـ). وضعه على منوال: "مشارق الأنوار" بل هو اختصار واستدراك عليه كما في "كشف الظنون" (٢/ ١٧١٥). [معجم المصنفات ص ٣٨٩ رقم ١٢٥٠]. • وذكره الفيروز آبادي في القاموس المحيط ص ١٥٧٨ والقاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/ ١٧٩) نقلًا عن الحربي. (٥) النهاية (٢/ ٤٤٥).