قال الخليل (٥): التِّولة بكسر التاء وضمها: شبيه بالسحر، وقد جاء تفسير التولة عن ابن مسعود كما أخرجه الحاكم (٦) وابن حبان (٧) وصححاه: "أنه دخل على امرأته وفي عنقها شيءٌ معقود، فجذبه، فقطعه ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إنَّ الرقى، والتمائم، والتولة شرك"، قالوا: يا أبا عبد الله هذه التمائم والرقى قد عرفناها فما التولة؟ قال: شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهنّ؛ يعني من السحر".
قيل: هو خيط يقرأ فيه من السحر أو قرطاس يكتب فيه شيء منه [يتحبب](٨) به النساء إلى قلوب الرجال. أو الرجال إلى قلوب النساء.
فأما ما تحبب به المرأة إلى زوجها من كلام مباح؛ كما يسمى: الغنج؛ وكما تلبسه للزينة، أو تطعمه من عقَّار مباح أكله، أو أجزاء حيوان مأكولٍ مما يعتقد: أنه سبب إلى محبة زوجها لها؛ لما أودع الله تعالى فيه من الخصيصة بتقدير الله لا أنه يفعل ذلك بذاته.
(١) في السنن الكبرى رقم (٧٥٤٢، ٧٥٤٣ - العلمية). (٢) الرقى والرُّقية: العوذة التي يُرْقى بها صاحب الآفة؛ كالحمَّى والصَّرع، وغير ذلك من الآفات. غريب الحديث للهروي (٤/ ٥١). (٣) النهاية (١/ ١٩٦) وغريب الحديث للهروي (٤/ ٥١). (٤) الفائق (١/ ١٥٧) وغريب الحديث للهروي (٤/ ٥٠). (٥) في "العين" له ص ١٠٧. (٦) في المستدرك (٤/ ٢١٧). (٧) في صحيحه رقم (٦٠٩٠). (٨) في المخطوط (ب): (تتحبب).