وقال المنذري (١): أخرجه الترمذي (٢) وذكر أنه مرسل، ويشهد له ما تقدم أنه ﷺ قال:"المسلم والكافر لا تتراءى ناراهما"(٣).
وأخرج مالك في الموطأ (٤) عن ابن شهاب: أن النبي ﷺ قال: "لا يجتمعُ دينان في جزيرةِ العربِ"، قال ابن شهاب: ففحصَ عمرُ عن ذلك حتى أتاه الثلج واليقين عن النبيّ ﷺ بهذا، فأجلى يهود خيبر.
قال مالك (٥): وقد أجلى عمر يهود نجرانَ وفدك.
ورواه مالك في الموطأ (٦) أيضًا عن إسماعيل بن أبي حكيم؛ أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: بلغني أنه كان من آخر ما تكلم به رسول ﷺ أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، [لا يبقى](٧) دينانِ بأرضِ العرب"، ووصله صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أخرجه إسحاق في مسنده.
= "تهذيب التهذيب" (٣/ ٤٠٦) والتاريخ الكبير (٧/ ١٩٣). (١) في "المختصر" (٤/ ٢٤٧). (٢) في سننه رقم (٦٣٣) وأعله بالإرسال، ومداره على قابوس؛ فإعلاله به أولى، وقد أفاد أبو حاتم في "العلل" (١/ ٣١٤) الإختلاف في وصله وإرساله من قابوس نفسه، فقال: "هذا من قابوس - لم يكن قابوس بالقوي -، فيحتمل أن يكون مرة قال هكذا، ومرة قال هكذا". والخلاصة: أنه حديث ضعيف، والله أعلم. (٣) أخرجه أبو داود رقم (٢٦٤٥) والترمذي رقم (١٦٠٤) من حديث جرير بن عبد الله. وهو حديث صحيح دون جملة العقل. (٤) في الموطأ (٢/ ٨٩٢ رقم ١٨) بسند ضعيف لإرساله. وله شاهد من حديث عائشة عند أحمد (٦/ ٢٧٤ - ٢٧٥) بسند حسن. وانظر: "نصب الراية" (٣/ ٤٥٤). ويشهد له في الجملة، حديث عمر بن الخطاب عند مسلم رقم (١٧٦٧). والخلاصة: أنه صحيح لغيره، والله أعلم. (٥) في الموطأ (٢/ ٨٩٣ رقم ١٩). (٦) في الموطأ (٢/ ٨٩٢ رقم ١٧) بسند ضعيف لإرساله. وله شواهد كثيرة يصح بها، جمعها وتكلم عليها المحدث الألباني ﵀ في "تحذير الساجد" (ص ١١ - ٢٣). وهو صحيح لغيره، والله أعلم. (٧) كذا في المخطوط (أ)، (ب) وفي "الموطأ": (لا يَبقَيَنَ).