الحديث أخرجه أيضًا الحاكم (١) وابن حبان (٢)، وفي إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه وهو ضعيف جدًّا. قال فيه الشافعي (٣) وأبو داود (٣): هو ركن من أركان الكذب، وقال النسائي (٤): ليس بثقة. وقال ابن حبان (٥): له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، وتركه أحمد.
وقد نوقش الترمذي في تصحيح حديثه.
قال الذهبي (٦): أما الترمذي فروى من حديثه: "الصلح جائز بين المسلمين" وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيحه.
وقال ابن كثير في إرشاده (٧): قد نوقش أبو عيسى، يعني الترمذي في تصحيحه هذا الحديث وما شاكله، انتهى.
واعتذر له الحافظ (٨) فقال: وكأنه اعتبر بكثرة طرقه، وذلك لأنه رواه أبو داود (٩) والحاكم (١٠) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي
= قلت: وأخرجه الحاكم (٤/ ١٠١) والدارقطني (٣/ ٢٧ رقم ٩٨) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٧٩). فيه كثير بن عبد الله هذا مجمع على ضعفه، وقد قال ابن حجر في "التقريب" (٢/ ١٣٢ رقم ١٧): ضعيف، منهم من نسبه إلى الكذب. وسكت الحاكم عليه، وقال الذهبي: واه. وله شواهد قد بينتها في تخريجي و"بداية المجتهد" (٤/ ٨٩ - ٩٠). وقد قال المحدث الألباني في "الإرواء" (٥/ ١٤٥ - ١٤٦): "وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق يرتقي إلى درجة الصحيح لغيره" اهـ. (١) في المستدرك (٤/ ١٠١) وقد تقدم من حديث عمرو بن عوف. (٢) في صحيحه رقم (١١٩٩ - موارد) وقد تقدم من حديث أبي هريرة. (٣) حكاه عنهما الذهبي في الميزان (٣/ ٤٠٧). (٤) بل قال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (رقم الترجمة ٥٢٩): متروك الحديث. (٥) في المجروحين (٢/ ٢٢١). (٦) في الميزان (٣/ ٤٠٧). (٧) إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه (٢/ ٥٤). (٨) في "الفتح" (٤/ ٤٥١). (٩) في سننه رقم (٣٥٩٤) وقد تقدم. (١٠) في المستدرك (٢/ ٤٩) وقد تقدم.