وأخرج البخاري (١) ومسلم (٢) وأبو داود (٣) والنسائي (٤) من حديث البراء قال: "كان رسول الله ﷺ له شعر يبلغ شحمة أذنيه". قال القاضي (٥): "الجمع بين هذه الروايات: أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه وهو الذي بين أذنه وعاتقه، وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه. وقيل: كان ذلك لاختلاف الأوقات، فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب وإذا قصرها كانت إلى أنصاف أذنيه. وكان يقصر ويطول بحسب ذلك".
الحديث سكت عنه أبو داود والمنذري، وقد صرَّح أبو داود أيضًا أنه لا يسكت إلَّا عن ما هو صالح للاحتجاج به (٧). ورجال إسناده أئمة ثقات.
قال في "الفتح"(٨): وإسناده حسن، وله شاهد من حديث عائشة [﵂](٩) في الغيلانيات (١٠) وإسناده حسن أيضًا. اهـ.
(١) في صحيحه رقم (٣٥٥١). (٢) في صحيحه رقم (٩١/ ٢٣٣٧). (٣) في السنن رقم (٤٠٧٢) و (٤١٨٤). (٤) في السنن (٨/ ١٨٣). (٥) ذكره النووي في شرحه لصحيح مسلم (١٥/ ٩١). (٦) في السنن (٤/ ٣٩٤ - ٣٩٥ رقم ٤١٦٣). قلت: وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (٨/ ٤٣٤ - ٤٣٥ رقم ٣٣٦٥) والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٦٤٥٥) وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/ ١٠). بسند حسن. (٧) في "رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه" ص ٢٨. (٨) أي "فتح الباري" (١٠/ ٣٦٨). (٩) زيادة من (جـ). (١٠) وهو "كتاب الفوائد". الشهير بـ "الغيلانيات" تأليف الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي: (١/ ٥٩٠ رقم ٧٦٦). قلت: وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٦٤٥٦) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٨/ ٤٣٢ رقم ٣٣٦٠). وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٨٠٩) ورمز لصحته. وتعقبه المُناوي في "فيض القدير" (١/ ٤٢٥): فقال: "رمز لصحته ولا يوافق عليه، ففيه سهيل بن أبي صالح قال في "الكاشف" - (١/ ٣٢٧ رقم ٢٢٠٤) - عن ابن معين ليس بحجة، وعن أبي حاتم لا يُحتج =