هذه القصة مشهووة أخرجها أيضًا البيهقي (١) بإسناد جيد.
وقد أخرج ابن خزيمة (٢) والحاكم (٣) من طريق عروة عن أسماء بنت أبي بكر: "أنهم كانوا يخرجون زكاة الفطر في عهد رسول الله ﷺ بالمدّ الذي يقتات به أهل المدينة".
وللبخاري (٤) عن مالك عن نافع عن ابن عمر: "أنه كان يعطي زكاة رمضان عند النبيّ ﷺ بالمدّ الأوّل".
ولم يختلف أهل المدينة في الصاع وقدره من لدن الصحابة إلى يومنا هذا أنه كما قال أهل الحجاز: خمسة أرطال وثلث بالعراقي (٥).
= قال: فعيّرته، فإذا هو خمسة أرطال وثلث ينقصان معه يسير فرأيت أمرًا قويًا، فقد تركت قول أبي حنيفة في الصاع، وأخذت بقول أهل المدينة. هذا هو المشهور من قول أبي يوسف ﵀. وقد روى أن مالكًا ناظره في ذلك، واستدل عليه بالصيعان التي جاء بها أولئك الرهط فرجع أبو يوسف إلى قوله. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت علي بن المديني يقول: عيّرت صاع النبي ﷺ فوجدته خمسة أرطال وثلث رطل بالتمر" اهـ. (١) في السنن الكبرى (٤/ ١٧١) بسند جيد. وقد تقدم في التعليقة السابقة. (٢) في صحيحه رقم (٢٤٠١) قال محققه: إسناده حسن لغيره محمد بن عزيز: ضعيف وتكلموا في سماعه عن سلامة إلا أن له متابعًا عند البيهقى (٤/ ١٧٠) برواية الليث عن عقيل. (٣) في المستدرك (١/ ٤١٢). وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. (٤) في صحيحه رقم (٦٧١٣). (٥) الصاع = ٤ أمداد. المد = ١ و ١/ ٣ رطلًا بغداديًا. الرطل البغدادي = ١٢٨ و ٤/ ٧ درهمًا = ١٢٨.٥٧١٤٢ درهمًا. الدرهم = ٣.١٧ غرامًا. وزن الرطل البغدادي = ١٢٨.٥٧١٤٢ × ٣.١٧ × ٤٠٨ غرامًا. إذًا المد = ١ و ١/ ٣ رطلًا × ٤٠٨ غرامًا وزن الرطل = ٥٤٤ غرامًا وزن المد من القمح. إذًا الصاع = ٤ أمداد × ٥٤٤ غرامًا وزن المد = ٢١٧٦ غرامًا وزن الصاع من القمح. أو = ٢.١٧٦ كيلو غرام وزن الصاع من القمح. [انظر: الإيضاحات العصرية للمقاييس والمكاييل والأوزان الشرعية. للمحقق].