والمراد بالوجوب دخول القبر كما وقع في رواية لأحمد (١)، ولأن وقت الموت حال الصدمة الأولى كما سيأتي.
والتعزية تسلية فينبغي أن يكون وقت الصدمة التي يشرع الصبر عندها.
قوله:(فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب) فيه دليل على أن استرجاع المصاب عند ذكر المصيبة يكون سببًا لاستحقاقه لمثل الأجر الذي كتبه الله له في الوقت الذي أصيب فيه بتلك المصيبة وإن تقادم [عهدها](٢) ومضت عليها أيام طويلة، والاسترجاع هو قول القائل: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ١٥٦].
(١) في المسند (٥/ ٤٤٦). (٢) في المخطوط (ب): (عدها). (٣) أحمد (٣/ ١٣٠) والبخاري رقم (١٣٠٢) ومسلم رقم (١٤/ ٦٢٦) وأبو داود رقم (٣١٢٤) والترمذي رقم (٩٨٨) والنسائي رقم (١٨٧٠) وابن ماجه رقم (١٥٩٦). وهو حديث صحيح. (٤) في الأم (٢/ ٦٣٤ - ٦٣٥ رقم ٧١٤). وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٥٧ - ٥٨) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ثم أخرجه (٣/ ٥٨) من طريق كامل بن طلحة عن عباد بن عبد الصمد عن أنس، ثم قال: هذا شاهد لما تقدم، وإن كان عباد بن عبد الصمد ليس من شرط هذا الكتاب". فسند الحاكم صحيح على شرط مسلم - وإن كان البخاري روى لجعفر تعليقًا فيكون هذا السند متابعًا لما رواه الشافعي، ويكون حديث أنس شاهدًا. وتكون التعزية بما ذكر صحيحة السند، والله أعلم.