الحديث الثاني حسنه الترمذي (٢)، وفي إسناده أبو صالح باذام (٣) ويقال: باذان مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب وهو صاحب الكلبي، وقد قيل: إنه لم يسمع من ابن عباس، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة، قال ابن عدي (٤): ولا أعلم أحدًا من المتقدمين رضيه. وقد روي عن يحيى بن سعيد أنه كان يحسن أمره.
قوله:(قاتل الله اليهود)، زاد مسلم (٥): "والنصارى"، ومعنى قاتل: قتل. وقيل: لعن فإنه قد ورد بلفظ اللعن.
قوله:(اتخذوا) جملة مستأنفة على سبيل البيان لموجب المقاتلة كأنه قيل: ما سبب مقاتلتهم؟ فأجيب بقوله: اتخذوا.
قوله:(مساجد) ظاهره أنهم كانوا يجعلونها مساجد يصلون فيها، وقيل: هو أعم من صلاة عليها وفيها.
وقد أخرج مسلم (٦): "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها أو عليها".
وروى مسلم (٧) أيضًا أن النبيَّ ﷺ قال ذلك في مرضه الذي مات منه قبل موته بخمس، وزاد فيه:"فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك".
(١) أحمد (١/ ٢٢٩، ٢٨٧، ٣٣٧) وأبو داود رقم (٣٢٣٦) والترمذي رقم (٣٢٠) والنسائي رقم (٢٠٤٣) وقال الترمذي: حديث حسن. قلت: وأخرجه البغوي في شرح السنة (٢/ ٤١٦ رقم ٥١٠) والطيالسي رقم (٢٧٣٣) والبيهقي (٤/ ٧٨). وحسنه البغوي والترمذي لشواهده، قلت: دون قوله: "السرج". (٢) في السنن (١/ ٤٢٩). (٣) باذام، بالذال المعجمة، ويقال آخره نون، أبو صالح، مولى أم هانيء: ضعيف يُرسل، من الثالثة. (٤). التقريب رقم الترجمة (٦٣٤)]. (٤) ذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" (١/ ٢١١). (٥) في صحيحه رقم (٢١/ ٥٣٠). (٦) في صحيحه رقم (٩٧، ٩٨/ ٩٧٢). (٧) في صحيحه رقم (٢٣/ ٥٣٢).