وفي رواية (٤) كبر أربعًا حتى ظننت أنه سيكبر خمسًا ثم سلم عن يمينه وعن شماله، فلما انصرف قلنا له: ما هذا؟ فقال: إني لا أزيد على ما رأيت رسول الله ﷺ يصنع، وهكذا كان يصنع رسول الله ﷺ.
قال الحاكم (٥): هذا حديث صحيح.
وفيه دليل على استحباب الدعاء بعد التكبيرة الآخرة قبل التسليم. وفيه خلاف، والراجح الاستحباب لهذا الحديث.
وقال الشافعي في كتاب البويطي (٦): إنه يقول بعدها: "اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده".
وقال أبو علي بن أبي هريرة: كان المتقدمون يقولون في الرابعة: اللهمّ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وقال الهادي والقاسم (٧): إنه يقول بعد الرابعة: سبحان من سبَّحت له السموات والأرضون، سبحان ربنا الأعلى ﷾، اللهمّ هذا عبدك وابن
(١) في المسند (٤/ ٣٥٦). (٢) في سننه رقم (١٥٠٣). قلت: وأخرجه الطيالسي في المسند رقم (٨٢٥) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" رقم (٦٢٨) والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٩٥) وابن عدي في الكامل (١/ ٢١٥) والحاكم (١/ ٣٥٩ - ٣٦٠) والبيهقي (٤/ ٤٢ - ٤٣) من طرق عن شعبة عن إبراهيم الهجري، عنه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وإبراهيم بن مسلم الهجري لم ينقم عليه بحجة. وتعقبه الذهبي بقوله: ضعفوا إبراهيم. وحسن الألباني ﵀ الحديث في صحيح ابن ماجه. (٣) في السنن الكبرى (٤/ ٤٢، ٤٣). (٤) في السنن الكبرى (٤/ ٣٥). (٥) في المستدرك (١/ ٣٦٠). (٦) حكاه النووي في المجموع (٥/ ١٩٨) عنه. (٧) البحر الزخار (٢/ ١٢٠).