وأخرج هذا الشاهد الترمذي (١) وأعله بعكرمة بن عمار، وفي إسناد حديث الباب يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال أبو حاتم (٢): الحفاظ لا يذكرون أبا هريرة إنما يقولون أبو سلمة عن النبيّ ﷺ مرسلًا، ولا يوصله بذكر أبي هريرة إلا غير متقن، والصحيح أنه مرسل.
وقال الترمذي (٣): روى هذا الحديث هشام الدستوائي وعليّ بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن النبيّ ﷺ مرسلًا اهـ.
وقد رواه يحيى بن أبي كثير من حديث أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه عن النبيّ ﷺ مثل حديث أبي هريرة، أخرجه من هذا الوجه أحمد (٤) والنسائي (٥) والترمذي (٦) وقال: حسن صحيح، وقال: أصحّ الروايات في هذا يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه. وقال أبو حاتم (٧): أبو إبراهيم مجهول اهـ.
ولكن جهالة الصحابي غير قادحة.
(١) في سننه رقم (١٠٢٤). (٢) في "العلل" (١/ ٣٥٧ رقم ١٠٥٨). (٣) في السنن (٣/ ٣٤٤). (٤) في المسند (٤/ ١٧٠). (٥) في "عمل اليوم والليلة" رقم (١٠٨٤). (٦) في سننه رقم (١٠٢٤). قلت: وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" رقم (٢١٨٧) والطبراني في "الدعاء" رقم (١١٦٧) و (١١٦٨) و (١١٧٠) والبيهقي (١/ ٤٤) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم - شيخ من الأنصار - عن أبيه، به. وإسناده ضعيف، أبو إبراهيم وأبوه لا يعرفان، وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير. والخلاصة: إن الحديث صحيح لغيره، والله أعلم. (٧) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٩/ ٣٣٢) رقم الترجمة (١٤٥٦): "أبو إبراهيم الأشهلي الأنصاري، روى عن أبيه، روى عنه يحيى بن أبي كثير، سمعت أبي يقول ذلك. أخبرنا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: أبو إبراهيم الأنصاري الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير لا يدرى من هو ولا أبوه" اهـ.