قوله:(فكفنوني فيها) رواية أبي ذرّ "فيهما"، وفسَّر الحافظ (١) ضمير المثنى بالمزيد والمزيد عليه. وفي رواية غير أبي ذرّ "فيها" كما وقع عند المصنف.
قوله:(خلق) بفتح المعجمة واللام: أي غير جديد (٢).
وفي رواية عند ابن سعد (٣): "ألا نجعلها جددًا كلها؟ قال: لا"، وظاهره أن أبا بكر كان يرى عدم المغالاة في الأكفان ويؤيده قوله:"إنما هو للمهلة".
وروى أبو داود (٤) من حديث عليّ مرفوعًا: "لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سريعًا".
ولا يعارضه حديث جابر (٥) في الأمر بتحسين الكفن كما تقدم فإنه يجمع بينهما بحمل التحسين على الصفة وحمل المغالاة على الثمن.
وقيل: التحسين حق للميت، فإذا أوصى بتركه اتبع كما فعل الصديق، ويحتمل أن يكون اختار ذلك الثوب بعينه لمعنى فيه من التبرّك لكونه صار إليه من النبيّ ﷺ، أو لكونه كان قد جاهد فيه أو تعبد فيه.
ويؤيده ما رواه ابن سعد (٦) من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: قال أبو بكر: "كفنوني في ثوبيّ اللذين كنت أصلي فيهما".
قوله:(إنما هو أي الكفن للمهلة) قال القاضي عياض (٧): روي بضم الميم وفتحها وكسرها، وبذلك جزم الخليل (٨).
وقال ابن حبيب (٩): هو بالكسر: الصديد، وبالفتح: التمهل، وبالضم: عكر الزيت، والمراد هنا الصديد، [ويحتمل](١٠) أن يكون المراد بقوله: "وإنما
(١) في "الفتح" (٣/ ٢٥٣). (٢) القاموس المحيط ص ١١٣٧. (٣) في الطبقات الكبرى (٣/ ١٩٧). (٤) في سننه رقم (٣١٥٤) وهو حديث ضعيف. (٥) المتقدم برقم (١٣٩٠) من كتابنا هذا. (٦) في الطبقات الكبرى (٣/ ١٩٦). (٧) في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" (١/ ٣٨٩). (٨) في كتابه "العين" ص ٩٢٨. (٩) ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٢٠٢). (١٠) في المخطوط (ب): (ويحمل).