وفي لفظ للبخاري (٤) من حديث عاصم الأحول رأيتُ قدحَ رسولِ اللهِ ﷺ عند أنس بن مالك وكان انصدع فَسَلْسَلَهُ بفضة. وحكى البيهقي (٥) عن موسى بن هرون أو غيره أن الذي جعل السلسلة هو أنس لأن لفظه: "فجعلت مكان الشعب سلسلة" وجزم بذلك ابن الصلاح (٦). قال الحافظ (٧): وفيه نظر لأن في الخبر عند البخاري عن عاصم قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة فقال له أبو طلحة: لا تغير شيئًا صنعه رسول الله ﷺ فهذا يدل على أنه لم يغير شيئًا.
الحديث يدل على جواز اتخاذ سلسلة أو ضبَّة من فضة في إناء الطعام والشراب، وهو حجة لأبي حنيفة، والحديث السابق الذي فيه:"أو إناء فيه شيء من ذلك" على فرض صحته لا يعارض هذا لأن (شيئًا) عام وهذا مخصص له، وكذلك حديث النهي عن تفضيض الأقداح السابق (٨) مخصص بهذا فلا تعارض.
قوله:(الشَّعْبِ) هو الصَّدْع والشَّقِّ (٩).
(١) مختصر اختلاف الفقهاء. للطحاوي (٤/ ٣٦٣). (٢) في صحيحه (٦/ ٢١٢ رقم ٣١٠٩). (٣) في المسند (٣/ ١٣٩، ١٥٥، ٢٥٩). (٤) في صحيحه (١٠/ ٩٩ رقم ٥٦٣٨). (٥) في السنن الكبرى (١/ ٢٩ - ٣٠). (٦) ذكره الحافظ في "التلخيص" (١/ ٥٢). (٧) في "التلخيص" (١/ ٥٢). وانظر: "فتح الباري" (١٠/ ١٠٠). (٨) تقدم تخريجه ص ٣٠٤. (٩) "النهاية" (٢/ ٤٧٧).