واعلم أنه لا بدّ من حمل قول ابن عمر: فلم أره يسبح، على صلاة السنة، وإلا فقد صحّ عنه (١) أنه كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه.
وفي الصحيحين (٢) عن ابن عمر قال: "كان النبيّ ﷺ يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به".
وفي الصحيحين (٣) عن عامر بن ربيعة: "أنه رأى النبيّ ﷺ يصلي السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته".
قال في الهدي (٤): وقد سئل الإِمام أحمد (٥) عن التطوّع في السفر فقال: أرجو أن لا يكون بالتطوّع في السفر بأس.
قال (٥): وروي عن الحسن (٦) أنه قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يسافرون فيتطوعون قبل المكتوبة وبعدها.
قال (٥): وروي هذا عن عمر (٧) وعلي (٨) وابن مسعود (٩) وجابر (١٠)
(١) البخاري رقم (١٠٩٨) ومسلم رقم (٣٩/ ٧٠٠). (٢) البخاري رقم (١٠٩٦) ومسلم رقم (٣٧/ ٧٠٠). (٣) البخاري رقم (١٠٩٧) ومسلم رقم (٤٠/ ٧٠١). (٤) في "زاد المعاد" (١/ ٤٥٦). (٥) المغني (٣/ ١٥٦). (٦) أخرج ابن المنذر في "الأوسط" (٥/ ٢٤٣ ث ٢٧٩٤) عن الحسن قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يسافرون فيتطوعون قبل المكتوبة وبعدها. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٣٨١). وهو أثر صحيح. (٧) أخرج ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٤٣ ث ٢٧٩٢) عن مجاهد أن أبا ذر، وعمر كانا يتطوعان في السفر. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٣٨١) عن حفص. (٨) أخرج ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٤٣ ث ٢٧٩٠) عن عاصم أن عليًا كان يتطوع في السفر. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٣٨١) عن وكيع. (٩) حكى عنه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٤٢). (١٠) أخرج ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٤٢ ث ٢٧٨٧) عن محمد بن قيس، قال: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يتطوع في السفر. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٣٨١) عن محمد بن أبى عدي عن حميد. وهو أثر صحيح.