مِنْهُمُ المُدَّةَ غَيْرُ أحْمَدَ (١) وَأَبِي دَاوُدَ (٢). قَال التِّرْمِذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَللدَّارَقُطْني (٣): إنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَتَبَ إلى جُهَيْنَةَ: "إني كُنْتُ رَخَّصْتُ لكُمْ في جُلودِ المَيتَةِ فإِذَا جاءَكُمْ كِتابِي هذا فَلَا تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بَإِهابٍ وَلا عَصَبٍ". وَللِبُخارِي في تارِيخهِ (٤) عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مشيَخةٌ لَنَا مِنْ جُهَيْنَةَ أن النَّبيَّ ﷺ كتَبَ إلَيْهِمْ: "أنْ لا تَنْتَفعُوا من الميتةِ بِشَيءٍ"). [صحيح]
وأخرجه أيضًا الشافعي (٥) والبيهقي (٦) وابن حبان (٧)، وقال عبد الله بن عكيم شهد كتاب رسول الله ﷺ حيث قرئ عليهم في جهينة وسمع مشايخ جهينة (٨) يقولون ذلك. وقال البيهقي (٩) والخطابي (١٠): هذا الخبر مرسل. وقال ابن أبي حاتم في العلل (١١) عن أبيه: ليست لعبد الله بن عكيم صحبة وإنما روايته كتابه، وخالفه الحاكم فأثبت لعبد الله صحبة (١٢)، قال
(١) في المسند (٤/ ٣١٠). (٢) في السنن رقم (٤١٢٨). (٣) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (١/ ٤٧). (٤) (٧/ ١٦٧ رقم الترجمة ٧٤٣). (٥) في سنن حرملة كما في "التلخيص" (١/ ٤٦). (٦) في السنن الكبرى (١/ ١٥). (٧) في صحيحه (٤/ ٩٣ رقم ١٢٧٧) و (٤/ ٩٤ - ٩٥ رقم ١٢٧٨). (٨) مشايخ جهينة صحابة، فلا تضر جهالتهم. انظر الإرواء (١/ ٧٨). (٩) في "معرفة السنن والآثار" (١/ ٢٤٨): "وفي الحديث إرسال، وهو محمول على إهابها قبل الدبغ، جمعًا بين الخبرين". (١٠) في "معالم السنن" (٦/ ٦٨ - المختصر). (١١) (١/ ٥٢ رقم ٧٧). (١٢) عبد الله بن عكيم الجهني أبو معبد الكوفي. قال الخطيب: سكن الكوفة، وقدم المدائن في حياة حذيفة، وكان ثقة. وقال ابن عيينة عن هلال الوزان: حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم، وكان قد أدرك الجاهلية. قال البخاري: أدرك زمن النبي ﷺ ولا يعرف له سماع صحيح وكذا قال أبو نعيم. وقال ابن حبان في "الصحابة": أدرك زمنه ولم يسمع منه شيئًا، وكذا قال أبو زرعة. وقال ابن منده وأبو نعيم: أدركه ولم يره. وقال البغوي: يشك في سماعه. وقال أبو حاتم أيضًا: له سماع من النبي ﷺ من شاء أدخله في المسند على المجاز. وقال ابن سعد: كان إمام مسجد جهينة. =