وعن ابن عباس عند الدارقطني (٢) قال: قال رسول الله ﷺ: "لا يتقدّم في الصفّ الأوّل أعرابي ولا أعجمي ولا غلام لم يحتلم"، وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف (٣).
قوله:(وسطوا الإمام) فيه مشروعية جعل الإِمام مقابلًا لوسط الصفّ، وهو أحد الاحتمالات التي يحتملها الحديث، وقد تقدمت.
قوله:(وسدّوا الخلل) قال المنذري: هو بفتح الخاء المعجمة واللام وهو ما بين الاثنين من الاتساع، وسيأتي ذكر ما هي الحكمة في ذلك في باب الحثّ على تسوية الصفوف (٤).
قوله:(فتختلف قلوبكم) لأن مخالفة الصفوف مخالفة الظواهر، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن.
قوله:(ليليني) قال النووي (٥): هو بكسر اللامين وتخفيف النون من غير ياء قبل النون، ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التوكيد، واللام في أوّله لام الأمر المكسورة: أي ليقرب مني.
قوله:(أولو الأحلام والنهى)[قال ابن سيد الناس: الأحلام والنهى](٦) بمعنى واحد، والنهى بضم النون جمع نهية بالضم أيضًا وهي العقول لأنها تنهى عن القبح.
قال أبو عليّ الفارسي (٧): يجوز أن يكون النهى مصدرًا كالهدى وأن يكون جمعًا كالظلم.
(١) أشار إليه الترمذي في سننه (١/ ٤٤٢). (٢) في السنن (١/ ٢٨١ رقم ١) بسند ضعيف. وذلك لضعف: الليث بن أبي سليم [المجروحين (٢/ ٢٣١ - ٢٣٤) والميزان (٣/ ٤٢٠)]. (٣) تقدم في التعليقة السابقة. (٤) الباب الخامس عند الحديث (١٨/ ١١٢٨ - ٢٠/ ١١٣٠) من كتابنا هذا. (٥) في شرحه لصحيح مسلم (٤/ ١٥٤ - ١٥٥). (٦) ما بين الخاصرتين سقط من المخطوط (ب). (٧) ذكره النووي في شرحه لصحيح مسلم (٤/ ١٥٥).