الحديث لفظه في صحيح مسلم (٣)، قال - يعني معدان بن أبي طلحة اليعمري -: "لقيت ثوبان مولى رسول الله ﷺ فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله [تعالى](١) به الجنة، أو قال: بأحب الأعمال إلى الله [تعالى](١)، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله ﷺ " فذكر الحديث.
وهو يدل على أن كثرة السجود مرغب فيها والمراد به، السجود في الصلاة.
وسبب الحث عليه ما تقدم في الحديث الذي قبل هذا:"إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"(٥)، وهو موافق لقوله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ (٦)، كذا قال النووي (٧).
وفيه دليل لمن يقول: إن السجود أفضل من القيام وسائر أركان الصلاة.
وفي هذه المسألة مذاهب.
(أحدها): أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل، حكاه الترمذي (٨) والبغوي (٩) عن جماعة، وممن قال بذلك ابن عمر.
(والمذهب الثاني): أن تطويل القيام أفضل، لحديث جابر الآتي (١٠)، وإلى
(١) زيادة من (جـ). (٢) في المسند (٥/ ٢٧٦). (٣) في صحيحه رقم (٢٢٥/ ٤٨٨). (٤) لم يعزه المزي في "تحفة الأشراف" (٢/ ١٤٠) لأبي داود. قلت: وأخرجه الترمذي رقم (٣٨٨) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه رقم (١٤٢٣) وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٥١). وهو حديث صحيح. (٥) تقدم برقم (٩٦٦) من كتابنا هذا. (٦) سورة العلق: الآية (١٩). (٧) في شرحه لصحيح مسلم (٤/ ٢٠٠ - ٢٠١). (٨) في سننه (٢/ ٢٣٢). (٩) في شرح السنة له (٣/ ١٥٣). (١٠) برقم (٩٦٩) من كتابنا هذا.