قوله:(ولا يبسط) في رواية ولا يبتسط بزيادة التاء المثناة من فوق وفي رواية (ولا يفترش) ومعناها واحد، كما قال ابن المنير وابن رسلان (٣): أي لا يجعل ذراعيه على الأرض كالفراش والبساط.
قال القرطبي (٤): ولا شك في كراهة هذه الهيئة، ولا في استحباب نقيضها.
قوله:(انبساط الكلب)[و](٥) في رواية "افتراش الكلب" وقد عرفت أن معناهما واحد، والانبساط مصدر فعل محذوف تقديره [ولا يبسط فينبسط](٦) انبساط الكلب، ومثله قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧)﴾ (٧) وقوله تعالى: ﴿وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ (٨) أي أنبتكم فنبتم نباتًا وأنبتها فنبتت نباتًا.
والمراد بالاعتدال المأمور به في الحديث: هو التوسط بين الافتراش والقبض.
وظاهر الحديث الوجوب وقد تقدم في شرح الحديث الأول ما يدل على صرفه عنه إلى الاستحباب.
حديث أبي حميد قد تقدم ذكر من أخرجه في باب رفع اليدين (١٠)، وهذا طرف منه.
(١) زيادة من (جـ). (٢) أحمد في المسند (٣/ ١٠٩) والبخاري رقم (٨٢٢) ومسلم رقم (٤٩٣) وأبو داود رقم (٨٩٧) والترمذي رقم (٢٧٦) والنسائي (٢/ ٢١٣ - ٢١٤) وابن ماجه رقم (٨٩٢). قلت: وأخرجه أبو يعلى رقم (٣٢١٦) وابن حبان رقم (١٩٢٦) والبيهقي (٢/ ١١٣) والطيالسي رقم (١٩٧٧). (٣) كما في فتح الباري (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢). (٤) في المفهم (٢/ ٩٦). (٥) زيادة من (جـ). (٦) في المخطوط (ب): (ولا تبسط فتنبسط). (٧) سورة نوح: الآية ١٧. (٨) سورة آل عمران: الآية ٣٧. (٩) في سننه رقم (٧٣٥) وهو حديث ضعيف. (١٠) الباب الثالث، الحديث رقم (١١/ ٦٧٢) من كتابنا هذا.