قال النووي (٤): هذا الحديث من معجزات النبوّة فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان.
قوله:(كاسيات عاريات) قيل: كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها.
وقيل: معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارًا لجمالها ونحوه، وقيل: تلبس ثوبًا رقيقا يصف لون بدنها (٥).
قوله:(مائلات) أي عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه و (مميلات) أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم. وقيل: مائلات بمشيهن متبخترات مميلات لأكتافهن، وقيل: المائلات بمشطهن مشطة البغايا المميلات بمشطهن غيرهن تلك المشطة.
قوله:(على رءوسهن أمثال أسنمة البخت) أي يكرمن شعورهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها. (والبخت) بضم الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة والتاء المثناة: الإبل الخراسانية.
(١) زيادة من (جـ). (٢) في المسند رقم (٢/ ٣٥٦). (٣) في صحيحه رقم (٢١٢٨). قلت: وأخرجه أبو يعلى في المسند رقم (٦٦٩٠) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٣٤) وفي "الشعب" رقم (٧٨٠١) وفي الدلائل (٦/ ٥٣٢ - ٥٣٣) وابن حبان في صحيحه رقم (٧٤٦١) والبغوي في شرح السنة رقم (٢٥٧٨) من طرق. (٤) في شرحه لصحيح مسلم (١٤/ ١١٠). (٥) قال البغوي في شرح السنة (١٠/ ٢٧٢): "يريد اللائي يلبسن ثيابًا رقاقًا تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في الحقيقة. وقيل: هنَّ اللائي يُسدلنَ الخُمر من ورائهنَّ، فتنكشف صدورهنَّ فهنَّ كاسيات بمنزلة العاريات، إذا كان لا يستر لباسهُنَّ جميع أجسامهن. وقيل: "أراد كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، والأول أصح" اهـ.