وقد عكست الروافض القضية فجعلت تأخير صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم، مستحبًا والحديث يرده.
قال النووي في شرح مسلم (١): إن تعجيل المغرب عقب غروب الشمس مجمع عليه، قال: وقد حكي عن الشيعة فيه شيء لا التفات إليه ولا أصل له.
وأمّا الأحاديث الواردة في تأخير المغرب إلى [قريب](٢) سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير، وقد سبق إيضاح ذلك لأنها كانت جوابًا للسائل عن الوقت، وأحاديث التعجيل المذكورة في هذا الباب وغيره إخبار عن عادة رسول الله ﷺ المتكرّرة التي واظب عليها إلّا لعذر فالاعتماد عليها.
قوله:(بقصار المفصّل) قال في الضياء: هو من سورة محمد إلى آخر القرآن، وذكر في القاموس (٧) أقوالًا عشرة من (الحُجراتِ) إلى آخِرِهِ، قال في الأصحِّ (٨) أو
(١) (٥/ ١٣٦). (٢) في (أ): (قرب). (٣) في "صحيحه" رقم (٧٦٤). (٤) في "المسند" (٥/ ١٨٨). (٥) في "سننه" (٢/ ١٧٠ رقم ٩٩٠). (٦) في "سننه" (٢/ ١٦٩ - ١٧٠ رقم ٩٨٩)، وهو حديث صحيح. (٧) في "القاموس المحيط" (ص ١٣٤٧). (٨) رجح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢/ ٢٥٩) أن المفصل من ق إلى آخر القرآن، وهو الراجح عند ابن كثير، وقد استدلّ بالحديث المرويّ عند أحمد وأبي داود وابن ماجه، وفيه: قال أوس - هو أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي صحابي - سألت أصحاب رسول الله ﷺ كيف يحزّبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصّل وحده، وفي لفظ لأحمد (٤/ ٩، ٣٤٣) من ق حتى يختم. قال ابن كثير: إذا عُلم هذا فإذا عددت ثمانيًا وأربعين سورة، فالتي بعدُ هي سورة ق … =