وعن جابر - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ" (٢).
وعنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً" (٣).
وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الجنِّ"، قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسولَ الله؟ ! قَالَ: "وَإِيَّاىَ؛ إِلاَّ أَنَّ الله أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنى إِلاَّ بِخَيْرٍ" (٤).
قال النووي: في هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان (٥).
* * *
(١) أخرجه النسائي (٦/ ٢١) (٣١٣٤)، مسند أحمد (٣/ ٤٨٣)، وصححه الألباني في الصحيحة (٢٩٧٩). (٢) مسلم (٢٨١٢). (٣) مسلم (٢٨١٣). (٤) مسلم (٢٨١٤). (٥) شرح النووي (٩/ ١٧٣).